لوحت إسرائيل مؤخرًا بأن قواتها تنوي اقتحام رفح، استكمالًا لسلسلة الهجمات التي تشنها على غزة منذ أكتوبر الماضي.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مشارف آخر ملجأ على الطرف الجنوبي لقطاع غزة في فلسطين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، في وقت متأخر من يوم الخميس، إن القوات ستتجه إلى اقتحام رفح.
وتقع رفح بجوار دير البلح شمال خان يونس، وهي من ضمن آخر المناطق المتبقية التي لم تقتحمها بعد في هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر.
وقال غالانت إنه بعد تحقيق مهمتهم في خان يونس، ستقتحم القوات رفح للقضاء على عناصر حماس.
رفح.. الملاذ الوحيد
في أعقاب الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، نزح ما يزيد عن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2 مليون و300 ألف نسمة.
ولجأ معظم الفارين إلى مدينة رفح، حيث يعيشون حاليًا في خيام على طول الشريط الحدودي المتاخم لمصر.
وخلال الأسبوع الماضي، زادت حركة النزوح بعد الهجمات الإسرائيلية على مدينة خان يونس المجاورة.
وعبر النازحون عن مخاوفهم مناقتحام رفح، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مكان آخر للفرار إليه.
ووفق ما نقلته رويترز عن بعض النازحين عبر تطبيقات الدردشة، فإنه حال تنفيذ الهجوم على رفح لن يكون أمامهم سوى حلين.
أحد هذه الحلول هو البقاء والموت، والآخر هو تسلق الجدران الفاصلة إلى مصر.
وقال عماد 55 عامًا: “معظم سكان غزة موجودون في رفح، وإذا اقتحمت الدبابات، فستكون مذبحة لم يسبق لها مثيل خلال هذه الحرب”.
الأوضاع في رفح
تُعد رفح الآن هي المنطقة المستهدفة من قبل النازحين، باعتبار أنه المكان الوحيد الذي يتلقى المساعدات.
وباتت رفح مكتظة بخيام اللاجئين، في الوقت الذي تزيد أحوال الطقس البارد والأمطار من معاناة العائلات هناك.
على الجانب الآخر، أعلنت الأمم المتحدة أن وصول عمال الإنقاذ والمساعدات إلى الجرحى والمصابين في خان يونس بات مستحيلًا.
ووصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لايركه، خان يونس بأنها عبارة عن “وعاء ضغط”.
وأعرب لايركه عن تخوفه مما سيحدث لاحقًا.
ومنذ أن شنت إسرائيل هجماتها على غزة ردًا على هجوم عناصر حماس على المستوطنات الإسرائيلية، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 27 ألف.
وخلال الساعات الـ24 الماضية فقط، قتلت القوات الإسرائيلية نحو 112 شخصًا، بحسب السلطات الصحية في غزة.
هدنة مرتقبة
ينتظر الوسطاء حاليًا رد حماس على الاقتراح الذي تمت صياغته الأسبوع الماضي، بشأن وقف إطلاق نار ممتد.
وتمت صياغة الاقتراح مع رئيسي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وأقرته مصر وقطر.
ولم تشهد الحرب الدائرة حتى الآن سوى هدنة واحدة فقط استمرت لأسبوع واحد، تم خلالها إطلاق 110 رهينة إسرائيلية وأجنبية لدى حماس.
ووضع الاقتراح الحالي للهدنة خطة تستمر لمدة 40 يومًا يتم خلالها وقف إطلاق النار والإفراج عن مزيد من الرهائن المدنيين.
وبحسب مسؤول فلسطيني، تشمل الاتفاقية مرحلة تالية يتم خلالها تسليم الجنود الإسرائيليين وجثث القتلى.
ولكن لا زال هناك خلافات بين الجانبين حول شروط الاتفاق على الهدنة، إذ تتمسك إسرائيل بالقضاء على حماس أولًا، فيما تُصر الأخيرة على الانسحاب الإسرائيلي.
إقرأ ايضًا
المهمة العسكرية الأوروبية في البحر الأحمر.. ماذا نعرف عنها؟
يقترب من مستهدف 2030.. وزارة الصحة تعلن ارتفاع متوسط عمر السعوديين
بعد 3 أشهر.. كيف غيرت الحرب الحياة في قطاع غزة؟