تسعى جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، إلى التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مع صفقة لتبادل الرهائن والأسرى.
وركّزت جهود مصر ووقطر وواشنطن على نهج تدريجي لإطلاح سراح الرهائن الإسرائيليين بدءًا بالمدنيين ثم الجنود، وفي المقابل الإفراج عن الأسرى وزيادة المساعدات إلى غزة.
وتمكن الوسطاء من التوصل إلى حل وسط يقلص الخلافات حول مدة الهدنة، إذ اقترحت بأن تكون 30 يومًا، بدلًا من اقتراح حماس لتكون هدنة مؤقتة لعدة أشهر.
ولكن حماس لم توافق على المضي قدمًا في الاتفاق، وذبلك حتى يتم الاتفاق على الشروط المستقبلية لوقف دائم لإطلاق النار، بحسب 6 مصادر تحدثوا إلى رويترز.
ماذا تريد حماس؟
في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للتفاوض خطوة بخطوة، تهدف حماس لأن يكون الاتفاق شاملًا.
وترغب حماس في أن تشمل الصفقة وقفًا دائمًا لإطلاق النار، قبل الإقدام على خطوة الإفراج على الرهائن الإسرائيليين.
وفي الوقت الحالي، تبذل الولايات المتحدة جهودًا من أجل دعم هدنة إنسانية ممتدة، وذلك من خلال تواجد مبعوثها للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، في المنطقة.
من ناحيتها تسعى مصر إلى إقناع حماس بالموافقة على هدنة لمدة شهر، يعقبها وقف دائم للأعمال العدائية، بحسب مصدرين في أجهزة الأمن المصرية.
ولكن حماس تحاول الحصول على ضمانات بأن المرحلة الثانية من الصفقة سيتم تنفيذها قبل الموافقة على وقف إطلاق النار الأولي.
اتفاق معلق
وحتى الآن لا يزال الاتفاق على الهدنة معلقًا حتى تتم مناقشة أفكار حماس، وفق أحمد ممثلي الحركة، سامي أبو زهري.
وقال أبو زهري: “نحن منفتحون على كافة المبادرات والمقترحات، لكن أي اتفاق يجب أن يكون على أساس إنهاء العدوان والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة”.
ولفت ممثل آخر للحركة إلى أن حماس رفضت بشكل قاطع مقترحًا إسرائيليًا بإنها دائم للحرب، مقابل خروج 6 من قيادات الحركة الرسمية من غزة.
وأشار المصدر إلى أن القائمة المقترحة من جانب إسرائيل شملت منظمي هجوم 7 أكتوبر.
ومن بين الأسماء البارزة في القائمة يحيى السنوار ومحمد الضيف، اللذين يعتبران الأهداف الرئيسية لإسرائيل.
وتسعى إسرائيل إلى تصفية أو اعتقال القياديين في حماس، إذ تعتقد أنهما لا يزالان يختبئان في شبكة الأنفاق التابعة للحركة أسفل غزة.
حماس صناعة إسرائيلية
كان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، قال في وقت سابق هذا الشهر إن إسرائيل مولت إنشاء حركة حماس.
ولكن ارئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في أكثر من مناسبة أن هذا الادعاء ليس صحيحًا.
وفي وقت سابق، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على نظام من الإجراءات التقييدية الخاصة ضد جماعتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
ويسمح هذا النظام بفرض عقوبات على أولئك الذين يقدمون الدعم المالي أو أي دعم آخر للجماعات.
كما فرض الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عقوبات على الزعيم السياسي لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار.
وفي ديسمبر الماضي، تم فرض عقوبات أيضًا على قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، ونائبه مروان عيسى.
اقرأ ايضاً :
ما الهدف الحقيقي وراء العمليات الأمريكية في اليمن؟
خارطة أوروبية لحل القضية الفلسطينية
من الدعم إلى الانتقاد.. سبب تغيّر الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل