شهد لبنان في آخر 10 سنوات زيادة ملحوظة في معدلات التضخم، مما أثر بشكل كبير على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين، حيث ارتفعت الأسعار بشكل مستمر على جميع الأصعدة، وتأتي هذه الزيادة في الأسعار نتيجة لعدة عوامل منها الأزمات السياسية والاقتصادية التي شهدها البلد، إلى جانب ارتفاع تكلفة الاستيراد وتدهور قيمة العملة المحلية.
من أبرز التأثيرات السلبية للتضخم هو تأثيره على قوة الشراء للمواطنين اللبنانيين، حيث انخفضت قيمة العملة الوطنية بشكل حاد، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات الأساسية، هذا التدهور أثر بشكل كبير على مستوى المعيشة وزاد من حدة الفقر في البلاد.
أسباب زيادة التضخم
شدد الخبراء على أن الأزمات السياسية والتوترات الاقتصادية هي من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم، وتشير الإحصائيات إلى أن التضخم وصل إلى مستويات قياسية خلال السنوات العشر الماضية، حيث بلغ في بعض الأحيان نسب مزعجة تفوق النمو الاقتصادي.
كما تسبب التضخم في زيادة تكلفة الديون العامة، مما يجعل إدارة الدين العام أكثر صعوبة ويعيق جهود الحكومة في تحسين الوضع الاقتصادي، ويتطلب التصدي للتضخم تنفيذ إصلاحات هيكلية وإدارة فعالة للسياسات النقدية والمالية.
توقعات باستمرار التضخم
في نهاية عام 2023، تظهر الأرقام الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي في لبنان أن معدل التضخم السنوي استمر في تسجيل أرقام مرتفعة، بينما تشير التقديرات إلى استمرار تأثير الأزمات الاقتصادية والسياسية على ارتفاع أسعار السلع والخدمات، فإن مستوى التضخم يبدو غير مستقر.
تشير الأوضاع إلى أن إدارة الدين العام وتنفيذ السياسات الاقتصادية تبقى تحديًا كبيرًا في مواجهة هذه التحديات، يعزز هذا التطور الحاجة الملحة إلى إصلاحات هيكلية عميقة وتعزيز التعاون الدولي لدعم الاستقرار الاقتصادي في لبنان.
محاولات للخروج من الأزمة
تسعى الدولة اللبنانية من عدة سنوات للتغلب على هذه الأزمة الاقتصادية الخطيرة، ومن بين الجهود المبذولة إعلان البنك المركزي اللبناني اعتماد سياسات نقدية تستهدف استقرار الليرة اللبنانية وتقليل تأثير التضخم، واتخذت الحكومة إجراءات للسيطرة على الإنفاق العام وتقليل العجز في الميزانية للحد من تأثير التضخم.
كما يسعى لبنان إلى التعاون مع الجهات الدولية للحصول على دعم مالي وفني لمساعدته في التغلب على الأزمة الاقتصادية
ورغم هذه الجهود، يظل التضخم تحديًا كبيرًا، وتتطلب الأوضاع الحالية تكاملًا وتحفيزًا مستدامًا لتحقيق تحسن في الوضع الاقتصادي.
لبنان في الصدارة.. كيف قفزت أسعار الطعام والمشروبات في الدول العربية خلال عام؟
مزارع شبعا.. قصة الصراع المتجدد بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي