أعلنت ناورو، وهي دولة جزرية صغيرة في جنوب غرب المحيط الهادئ، يوم الاثنين أنها تعيد تنظيم علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، بعد أن كانت في السابق حليفة لتايوان.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة وجيزة من فوز لاي تشينج تي من الحزب الديمقراطي التقدمي بالانتخابات الرئاسية في تايوان في 13 يناير، وكان لاي نائبًا سابقًا لرئيس تساي إنج ون، أول رئيسة لتايوان، والتي استقالت من منصبها بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، علماً بأن الحد الأقصى المسموح به لفترتين في المنصب. وتعتبر بكين كلا الزعيمين في الحزب الديمقراطي التقدمي انفصاليين.
وثمنت الصين قرار حكومة جمهورية ناورو الاعتراف بمبدأ صين واحدة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، وإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الصين، حسبما صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.
ويوم أمس، شكر الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ-تي الولايات المتحدة على دعمها خلال لقاء مع وفد أمريكي أكدت بعده الصين معارضتها أي تواصل رسمي بين تايبيه وواشنطن.
وقال لاي بعد يومين على انتخابه “أنا ممتن للولايات المتحدة لدعمها القوي للديمقراطية التايوانية ما يشهد على شراكة وثيقة ومتينة بين تايوان والولايات المتحدة، حتى لو أن الصين تستمر بمضايقة تايوان من خلال نشاطات عسكرية او أخرى”.
وردا على الزيارة، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي “لطالما عارضت الصين بحزم أي شكل من أشكال التواصل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان ولطالما رفضت بحزم تدخل الولايات المتحدة في شؤون تايوان بأي شكل من الأشكال وبأي حجة كانت”.
وبضغط كثيف من الصين التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، أعلنت جزيرة ناورو في المحيط الهادئ قطع علاقاتها ادلبلوماسية مع تايوان لتعترف بالصين.
ولم تعد تعترف بتايوان سوى 12 دولة.
شبكة العلاقات الدبلوماسية
وردت تايبيه على إعلان ناورو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الجزيرة. ولا يمكن للحكومة التايوانية الاعتماد إلا على الدعم الرسمي من عدد قليل من الدول الصغيرة حول العالم. وفي الوقت الحالي، تعترف 12 دولة مستقلة فقط بحكومة تايبيه، وفقًا لوزارة الخارجية التايوانية.
وتقع معظم هذه الدول في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك باراغواي وغواتيمالا وبليز وسانت لوسيا وسانت كيتس ونيفيس وسانت فنسنت وجزر غرينادين وهايتي. أما حلفاء تايوان من الدول الجزرية الثلاثة الأخرى فهم موجودون في جنوب شرق آسيا، وهم بالاو وتوفالو وجزر مارشال. فيما يتم تقريب هذه القائمة مع مملكة إيسواتيني، الواقعة في جنوب أفريقيا، ودولة مدينة الفاتيكان، في أوروبا، حسب statista.
الانتخابات الرئاسية في تايوان
وُصفت انتخابات يوم السبت بأنها التصويت “الأكثر مراقبة” في الجزيرة منذ أول انتخابات لها في عام 1996، في أعقاب التوترات المتزايدة مع الصين، بما في ذلك تعزيز الوجود العسكري لبكين في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وقالت إنها تريد “إعادة توحيدها”.
ووعد الرئيس التايواني المنتخب بأن يكون “إلى جانب الديمقراطية” وأن يواصل “التواصل والتعاون مع الصين” اول شريك تجاري لتايوان البالغ عدد سكانها 23 مليونا والواقعة على بعد مئة كيلومتر من السواحل الصينية.
وسيكون لأي نزاع في المضيق الفاصل بينهما تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي، إذ إن أكثر من 50% من الحاويات المنقولة في العالم تمر عبره، فيما تنتج تايوان 70% من شبه الموصلات على الصعيد العالمي.
اقرأ أيضاً:
ماذا لو اندلعت الحرب بين تايوان والصين.. كم ستكلف؟
لماذا تريد جزر المالديف خروج القوات الهندية من أراضيها وما علاقة الصين؟
لماذا أصبحت الصين السوق الأكثر أهمية لـ “كنتاكي”؟