سيطر عدم اليقين على توقعات النمو العالمي خلال 2024، بحسب استطلاع حديث أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي.
وذهبت آراء معظم الاقتصاديين الذين تم استطلاع آرائهم، إلى أن الاقتصاد العالمي سيضعف خلال العام الحالي، وفق “سي إن بي سي“.
أسباب التوقعات المتشائمة
تأتي آراء الاقتصاديين مدفوعة بالصراعات الجيوسياسية حول العالم، وسط تنبؤات بعمقها وتفاقمها.
وذكر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي المنشور اليوم الإثنين، أن”الآفاق الاقتصادية العالمية لا تزال ضعيفة ومليئة بعدم اليقين”.
ولفت التقرير إلى أن الشركات وصانعي السياسات سيواجهون ظروفًا غير مواتية وتقلبات مستمرة، مع استمرار البطء في النشاط الاقتصادي.
ويأتي ذلك على الرغم من التطورات الإيجابية، مثل تراجع التضخم والطفرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأجاب 56% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع بأن الاقتصادي العالمي سيضعف خلال 2024.
وقال 20% إن الأوضاع الاقتصادية ستسمر كما هي، فيها يتنبأ 23% بتحسن الظروف بشكل ملحوظ.
وفي نفس السياق، أشارت توقعات صندوق النقد الدولي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري.
ويتوقع البنك أن يتراجع النمو عند 2.9%، في مقابل 3% خلال العام الماضي.
توقعات النمو في مناطق مختارة من العالم
تباينت آراء الاقتصاديين الذين تم استطلاع آرائهم بشأن الاقتصاد في مناطق مختلفة من العالم.
وكمثال، كانت التوقعات متشائمة بشأن آفاق أوروبا الاقتصادية، إذ توقع 77% من الاقتصاديين أن يضعف نمو المنطقة خلال هذا العام.
وهذا الرقم هو ضعف نظيره في استطلاع سبتمبر الماضي حول نفس الأمر.
وكان الحال بالمثل بالنسبة لنظرة الاقتصاديين إلى النمو في الولايات المتحدة.
وبينما توقع 78% من الاقتصاديين في استطلاع سابق أن يحظى أكبر اقتصاد في العالم بنمو معتدل هذا العام، انخفض الرقم إلى 56% في الاستطلاع الحديث.
وفيما يتعلق بجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، كانت التوقعات مماثلة للاستطلاعات السابقة بشأن نمو معتدل في الاقتصاد.
وجاءت تلك التوقعات من 69% من المستطلعين، وسط حالة من الحذر بشأن النمو في الصين.
التوترات الجيوسياسية
يتخوف الاقتصاديين من التوترات والخلافات الجيوسياسية والتي يتوقعون بتفاقهمها خلال عام 2024.
ويتوقع 69% من الاقتصاديين بتسارع وتيرة التفكك الجيوسياسي خلال العام الحالي، خصوصًا في ظل التطورات الأخيرة.
وقال نحو 87% إن التطورات الجيوسياسية الأخيرة ستؤدي إلى تأجيج التقلبات الاقتصادية العالمية في السنوات الثلاث المقبلة.
ويتوقع ثمانية من كل عشرة أن تؤدي إلى زيادة التقلبات في أسواق الأسهم.
ويقصد العلماء بالخلافات الجيوسياسية استمرار حرب روسيا وأوكرانيا التي تدخل عامها الثاني قريبًا.
كما يخشى العلماء من توسيع الصراع في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة وحربها مع حماس.
على الناحية الأخرى يُطلق على 2024 “عام الانتخابات”، نظرًا إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع خلال العام الجاري.
ومن المنتظر أن تشهد 75 دولة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة انتخابات رئاسية وتشريعية خلال 2024.
وبشأن التضخم، تراجعت توقعات 70% من المشاركين بشأن ارتفاعه في جميع المناطق، في ظل التحسن الملحوظ في أوروبا والولايات المتحدة.
اقرأ ايضاً :
أبرز شراكات المملكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي