تتزايد المخاوف من اندلاع الحرب بين الصين وتايوان، على خلفية التوترات المستمرة والمؤشرات على رغبة بكين في ضم تايبيه.
ولا تقتصر تلك المخاوف على الجانب الجيوسياسي فقط، بل وأيضًا الجانب الاقتصادي الذي من المرجح أن يتأثر بشكل واضح.
ووضعت وكالة بلومبرج الاقتصادية سيناريوهين للتصعيد المحتمل لهذه التوترات.
السيناريو الأول هو غزو الصين لتايوان، والذي يجر الولايات المتحدة إلى صراع محلي.
أما السيناريو الآخر هو فرض حصار على تايوان، يقطعها عن التجارة مع العالم.
خسائر الاقتصاد المتوقعة
بحسب تقديرات وكالة بلومبرج، فمن المرجح أن أن يتلقى الاقتصاد العالمي ضربة قيمتها 10 تريليونات دولار.
وتتفوق تداعيات حرب تايوان – المحتملة – الاقتصادية الخسائر التي حققتها كل من أزمة كوفيد في عام 2020، والتي كانت أكثر من 5 تريليونات دولار بقليل.
كما تتخطى خسائر حرب تايوان نظيرتها من حرب الخليج والتي كانت في حدود التريليون دولار، وكذلك هجمات 11 سبتمبر والحرب على غزة.
وستؤدي الحرب إلى تدمير اقتصاد تايوان، كما ستؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 16.7%.
كما سيؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 6.7% خلال السنة الأولى.
لكن المسؤولين يقولون إن الدفاعات العسكرية والمدنية في تايوان أمامها طريق طويل لتقطعه، إذا أرادت أن تكون قادرة على ردع القوة الغازية.
ويوضح الرسم البياني التالي الصدمات الناتجة عن حرب تايوان في عدة دول حول العالم.
وتتنوع التأثيرات ما بين التجارة “باللون الأسود”، وأشباه الموصلات “باللون الأزرق” والصدمات المالية “باللون الأزرق الفاتح”.
ويتضح أن التأثير الأكبر على تايوان سيكون تجاريًا، فيما تتنوع التأثيرات ما بين الأنواع الثلاثة في الدول الأخرى.
3) War would decimate Taiwan’s economy, and also shrink China’s GDP by 16.7% and the US’s by 6.7% in the first year. But officials say Taiwan’s military and civil defenses have a way to go if they’re to be able to deter an invading force.https://t.co/Dw0kJPP3Lc pic.twitter.com/ZJcDcxJAzR
— Bloomberg (@business) January 9, 2024
افتراضات تأثر الاقتصاد
وفي حالة الحصار، ستكون الضربة أصغر، ولكنها ستظل كبيرة مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%.
وسيؤدي الحصار إلى قطع بنسبة 100% في تجارة تايوان، وزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 50% بين الولايات المتحدة والصين.
وستزيد الرسوم الجمركية بين حلفاء الولايات المتحدة والصين بنسبة 25%، وذلك خلال السنة الأولى.
وحال الغزو الصيني سيتسبب الأمر أيضًا في قطع التجارة في تايوان بنسبة 100%، ورفع الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين بنسبة 50%.
كما سيؤدي الغزو إلى خفض التجارة من وإلى اليابان وكوريا ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” بنسبة 80%.
وسيتسبب الغزو في تراجع الناتج المحلي الإجمالي لتايوان خلال السنة الأولى بنسبة 40%.
وسيتراجع الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة 16.7%، وفي الولايات المتحدة بنسبة 6.7%، وفي العالم بنسبة 10.2%.
هل تندلع الأزمة؟
تقول بلومبرج إن الظروف الملاءمة لحدوث الأزمة متوفرة وقائمة بالفعل.
ويأتي ذلك بالنظر إلى الثقل العسكري الذي تتمتع به بكين وشعور تايوان المتزايد بالهوية الوطنية، والعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين.
وفي ظل العلاقات عبر مضيق تايوان التي أصبحت على المحك، فإن الانتخابات التي ستجرى في تايوان في 13 يناير، ستكون بمثابة نقطة اشتعال محتملة.
وتنظر الصين إلى تايوان – التي تتمتع بالحكم الذاتي – على أنها إقليم تابع لها ولكنه متمرد، وتكثف من جهودها لفرض سيطرتها على تايبيه وإجبارها على قبول السيادة الصينية، وهو ما ترفضه حكومة تايوان.
ولكن بالنسبة لدول الغرب فهي تفسر تواجد الصين المحتمل في مضيق تايوان بشكل آخر، ومن المرجح أن يترتب عليه عقوبات مثل قطع إمدادات المواد الخام مثل الحديد عن بكين.
اقرأ ايضاً :
تحركات صينية لإنهاء الحرب في غزة بخارطة طريق “مُلزمة”.. ماذا بعد؟
العلاقات المتوترة بين فرنسا وألمانيا تعرقل التحرك ضد الحوثيين
سباق عالمي.. لماذا تختبر كوريا الشمالية صواريخ تفوق سرعة الصوت؟