يمتلك السعوديون علاقة وثيقة وتاريخية مع الإبل، من أبرزها الحداء أو ما يُطلق عليه “الهوبال”.
والهوبال فن اشتهر في البادية، وهو صوت غناء يؤديه الراعي لإبله عند السير على الأقدام أو فوق ظهر الإبل.
والهدف من هذا الغناء هو نداء الإبل ومواصلة المسير والرعي وقضاء الوقت.
وفي تقرير مصوّر بثته هيئة الإذاعة والتليفزيون عبر حسابها على منصة إكس، يقول أحد الرعاة إن الإبل لا تخاف أو نجري عند سماع الهوبال.
وأضاف: “هي تكون مرتاحة ما تخاف ما تجري لما تسمع صوتي طبعًا، وكل إبل لها راعيها ينادي لها فتشعر بالأمان عند سماع صوته”.
عطايا الله
منذ عصور، تم إطلاق هذا اللقب على الإبل بمختلف ألونها ومسمياتها.
وترتبط الإبل بعلاقة وجدانية بينها وبين أصحابها، بمراحل عميقة من الألفة والأُنس، تتضح من خلال معرفة الإبل لصوت راعيها والإقبال عليه.
ويقول الراعي: “هي سبحان الله لها عشق عند أهلها الأوائل، ونحن لم نعشقها مثل أهلنا الأولين ولا مثل أهلها الذين معها الآن”.
وأضاف: “في ناس عايشين معها الآن، احنا الحين صارت بينا وبين أعمالنا وأشغالنا، ويمكن أكثر وقت نكون متواجدين هو وقت الربيع، ونكون سعيدين فيها”.
وتابع: “حتى إذا كانت مزيونة أو ما مزيونة نحبها”.
#تقرير_تلفزيوني | “الهوبال” حداء شعبي يتغنى به الراعي لإبله أثناء سيره معها؛ مما أدى لتكوين علاقة مودة بين الإبل وملاكها، وجعل منها أحد أهم الموروثات التي ارتبطت بحياة الإنسان في المملكة. #هيئة_الإذاعة_والتلفزيون pic.twitter.com/kq1cXL6L4B
— هيئة الإذاعة والتلفزيون (@SBAgovSA) January 8, 2024
مكان الإبل في المملكة
وبخلاف مكانة الإبل الدينية والتاريخية والثقافية والحضارية، فإنها تمتلك ميزات أخرى من بينها التفكر في خلقها والتعلم من خصائصها.
كما أن الإبل تمنح بهجة الاستمتاع بالنظر إليها بعيدًا عن ضوضاء الحياة، ما يمثّل فائدة ومتعتة أخرى يشعر بها من يعيشها.
ويهتم السعوديون بالإبل نظرًا لأنها بمثابة تاريخ يروي مقتطفات من حياتهم على مر العصور.
ويتضح ذلك في العديد من النقوش المكتشفة في مناطق مختلفة من صحاري المملكة، والتي تصوّر الجمال وعلاقتها بحياة البشر في حقب زمنية متنوعة.
وكان آخر هذه الاكتشافات هو كشف أثري نشرت عنه مواقع أجنبية نهاية العام الماضي.
والكشف كان عبارة عن نقوش لإبل بالحجم الطبيعي في صحراء النفود بشمال المملكة.
ووفقًا لتقديرات عام 2011، تمتلك المملكة 53% من إجمالي الإبل الموجودة في شبه الجزيرة العربية والتي تقدر بحوالي 1.6 مليون إبل.
عام الإبل
كان مجلس الوزراء قرر في جلسة سابقة، إطلاق اسم “عام الإبل” على سنة 2024.
ويأتي ذلك رغبة في الاحتفاء بالإبل ومكانتها وقيمتها الثقافية والتاريخية وتعزيز حضورها المحلي والدولي.
تسمية 2024 بعام الإبل وإنشاء هيئة للألعاب والرياضات الإلكترونية.. أبرز قرارات مجلس الوزراء اليوم