صحة

هل يمكن للعسل بالثوم علاج نزلات البرد حقاً؟

قد يكون تخمير الثوم في العسل أمراً مطروحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، لكن هل ينجح الأمر بالفعل؟

يدعي البعض أن نقع الثوم في العسل يمكن أن يمنع – أو حتى يعالج – نزلات البرد والأنفلونزا. وفي حين أن هناك أبحاثًا تشير إلى أن كل مكون من هذه المكونات الفردية يتميز بفوائد صحية، إلا أنه لا يوجد بحث حول ما يحدث عند مزج الاثنين من أجل الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا.

يقول شارون بالمر، اختصاصي تغذية مسجل من كاليفورنيا، لصحيفة هيلث: “لقد زاد هذا الاتجاه في وسائل الإعلام مؤخرًا، وهناك الكثير من الضجيج والعديد من الادعاءات الصحية غير الموثقة حول هذا العلاج الطبيعي”.

فيما أوضحت راشيل ديكمان، اختصاصية تغذية مسجلة من مدينة نيويورك، أن هذا الخليط هو علاج منزلي قديم كان موجودًا منذ فترة طويلة، فيما تشير هيذر ديفيس، اختصاصية تغذية، إلى أن معظم الدراسات التي تبحث في النشاط البيولوجي والمركبات النشطة بيولوجيًا في الثوم والعسل قد تم إجراؤها في المختبر (في طبق معملي).

وذكرت: “الدراسات المختبرية لها قيود كبيرة فيما يتعلق بما يمكن أو لا يمكن تطبيقه على كيفية تصرف المركبات المعنية في الجسم الحي”.

الفوائد الصحية للثوم والعسل

قد يكون لكل من العسل والثوم فوائد في علاج البرد والأنفلونزا، إذ يتمتع كل من الثوم والعسل بفوائد صحية فردية خاصة بهما. ووفقا لبالمر، تم استخدام العسل كدواء لعدة قرون، موضحاً: “يحتوي العسل على مواد كيميائية نباتية ذات خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الميكروبات ومضادات الأكسدة”.

ووجدت مراجعة أجريت عام 2021 لدراسات متعددة أن العسل كان فعالاً في تخفيف أعراض البرد وتكرار السعال وشدة السعال. فيما وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2021 أن العسل يمكن أن يحفز جهاز المناعة ويكون له تأثيرات مضادة للالتهابات.

لكن يجب الانتباه هنا إلى نوع العسل الذي تستخدمه، فقد حددت إحدى الدراسات المختبرية أن عسل مانوكا يمنع فيروس الأنفلونزا من الانتشار. وقال ديفيس: “يبدو أن هناك بعض الفوائد المحتملة”.

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الثوم يتميز بمجموعة من الفوائد الصحية الخاصة به، إذ تشير دراسة قديمة إلى أن حبوب مستخلص الثوم القديمة يمكن أن تزيد من الخلايا التائية في الدم، وهو النوع الذي يقاوم الفيروسات. وفي دراسة أجريت عام 2016، قلل المستخلص من شدة البرد والأنفلونزا.

وفي حين قد يكون من الصعب الاستفادة من المركبات الموجودة في الثوم لأنها تتغير أثناء المعالجة، ولكن هذا لا يعني غياب القدرة على الصحة. وأكدت دراسة أجريت عام 2020 خصائص الثوم “المحتملة” المضادة للفيروسات، في حين أشاد تقرير عام 2021 بقوته الخارقة المضادة للبكتيريا.

الأبحاث لا تدعم تخمير الثوم في العسل

أما بالنسبة لمزيج العسل والثوم الرائج، فهناك عدد أقل بكثير من الأبحاث المنشورة التي راجعها النظراء، ولا يوجد أي بحث عن الخميرة ككل.

“إن الدليل القاطع على أن خليط الثوم والعسل يمكن أن يمنع أو يعالج نزلات البرد والأنفلونزا لا يزال بعيد المنال، حيث يأتي معظم الدعم من الشهادات الشخصية بدلاً من الأبحاث السريرية”، كما تقول ميليندا رينج، المديرة التنفيذية لمركز أوشر للصحة التكاملية في جامعة نورث وسترن، وأضافت: “الدراسات المحددة حول شكلها المخمر المشترك نادرة”.

ووجد تقرير صدر عام 2013 عن استخدام الثوم وعسل التازما الإثيوبي أنهما أفضل معًا من استخدامهما بمفردهما لترويض السالمونيلا والإشريكية القولونية والبكتيريا الأخرى في المختبر، فيما اختبرت دراسة معملية من نفس العام عصير الثوم وعسل لانجيز وأظهرت أن التحرير والسرد قتل سلالات من البكتيريا العقدية والمكورات العنقودية، فيما يقول بالمر إنه لا يوجد بحث علمي على علم به يوثق الفوائد الصحية للثوم والعسل المخمرين.

وقال ديفيس إنه في نهاية المطاف، قد تكون هناك بعض المخاطر في تجربة الخليط “تم توثيق خطر التسمم الغذائي في العسل الخام والثوم، وقد يحتوي العسل على ملوثات مختلفة، بما في ذلك المبيدات الحشرية والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة وغيرها من المواد السامة”.

اقرأ أيضاً:

موسم نزلات البرد.. هل يمكن للطقس البارد أو الممطر أن يجعلك مريضاً؟

القهوة السعودية.. ما لا تعرفه عن الذهب الأخضر على أرض المملكة

أدوية لا يجب أن تخلطها أبدًا مع القهوة