سياسة

أمريكا في مرمى تحالف عسكري محتمل بين روسيا والصين

روسيا الصين

على مدار عقود، ظلت الولايات المتحدة القوى العظمى الوحيدة في العالم، ولكنها هيمنتها العالمية مهددة في ظل التقارب بين روسيا والصين.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، بدأت الولايات المتحدة في نشر قواتها في مناطق متفرقة من العالم للدفاع عن حلفائها.

ولكن بعد حرب أوكرانيا، بدأت العلاقات بين بكين وموسكو في التوسع وزاد التقارب والتعاون.

ودفعت الصراعات المشتعلة في أماكن أخرى مثل فلسطين، روسيا والصين لمحاولة بناء تحالف بهدف الإطاحة بالولايات المتحدة كأكبر قوة في العالم.

التهديد الأكبر للولايات المتحدة

بحسب ما نشره موقع “بيزنس إنسايدر“، تسعى موسكو وبكين لاستغلال الاضطرابات العالمية لتوجيه ضربة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

وبحسب محللين، فإن تشكيل تحالف عسكري بين الدولتين، من شأنه أن يمثل تهديدًا للولايات المتحدة هو الأكبر منذ عقود.

ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة أطلس، جوناثان وارد، إن العلاقة بين البلدين تزاد قوة وعمق، ويعتبرها الطرفان بمثابة تحالف عسكري حتى ولو لم يكن رسميًا.

ويظهر التقارب بين روسيا والصين في مناطق ومواقف عدة، في مواجهة قوة الولايات المتحدة.

 فمن ناحية كانت الصين الداعم الدبلوماسي والاقتصادي الأكبر لروسيا في حربها على أوكرانيا.

وعلى الناحية الأخرى، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى كييف.

ومع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، انتقدت موسكو وبكين الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما أنهما داعمان لإيران.

فيما قدمت الولايات المتحدة دعمًا سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل في حربها على القطاع، وهو مستمر حتى الآن.

وتراقب الصين ردود الفعل العالمية المستمرة على الحرب الأوكرانية، في محاولة لاستخلاص أي مؤشرات قد تدفعها للتحرك في خططها للسيطرة على تايوان.

وتُعد طموحات الصين في فرض سيادتها على تايوان أيضًا نقطة خلاف كبرى بين بكين وواشنطن على المستوى السياسي.

تنسيق عسكري

تسعى موسكو وبكين منذ هذا التقارب الواضح إلى تنسيق الموارد العسكرية الخاصة بكل منهما بشكل فعّال.

ويقول وارد إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والصين، كانت تتعلق دائمًا بالقوة العسكرية.

كانت البلدان نظمتا تدريبات عسكرية مشتركة في بحر اليابان على مدار العامين الماضيين.

ومدت روسيا الصين بتقنيات حديثة تتعلق بالغواصات، وهو ما يمنحها التفوق حال خوضها أي حرب في المحيط الهادئ مع الولايات المتحدة وحلفائها.

من ناحية أخرى، اتفق زعماء البلدين على التنسيق من أجل تطوير أسلحة عالية التقنية، وفق تصريحات بوتين في نوفمبر الماضي.

كما باعت روسيا للصين طائرات Su-25 ومروحيات MI-17 وأنظمة الدفاع الجوي S-400.

تحركات مقلقة

في حين أن التحالف بصورته الرسمية لم يغلف حتى الآن العلاقة بين روسيا والصين، إلا أن هذا التقارب يجب أن يكون مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها.

ويقول تشيلس ميشتا، في مقال حديث لمركز تحليل السياسة الأوروبية، إن هذا التهديد لا يشبه أي تهديد آخر واجهته واشنطن منذ الحرب الباردة.

وحذرت لجنة الكونجرس المعنية بالوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة، في أكتوبر الماضي، من التقارب بين روسيا والصين.

وقالت إن صعود البلدين يُشكّل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة، لم تختبره منذ عقود.

وحثت البنتاغون على مراجعة خططه ليكون جاهزا لاحتمال الحرب مع الصين وروسيا في وقت واحد.

ويرى وارد أن هذا التوافق سيفتح أمنية جبهة جديدة، على الولايات المتحدة أن تتعامل معها.

وتابع: “بخلاف أوروبا والشرق الأوسط، سيكون على الولايات المتحدة التركيز أيضًا مع آسيا”.

ويشكك بعض الخبراء في نجاح تكوين تحالف صيني روسي مشترك، بسبب التوترات طويلة الأمد بين القوتين، ورغبة بكين في الإبقاء على علاقتها الجيدة مع الأسواق الغربية.

ولكن في الوقت نفسه، يقول آخرون إن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لأي اتفاق عسكري قد يحدث.

اقرأ ايضا : 

مجلس الوزراء يوافق على انضمام “للغذاء والدواء” للمنتدى الدولي لمنظمي الأجهزة الطبية

الدعم يتحوّل.. بيرس مورغان يرصد خطايا إسرائيل في حربها على غزة

من سيختار ترامب نائبًا للرئيس؟ هذه قائمة لأبرز المرشحين