ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار سراً إلى أنه منفتح على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، على الرغم من قوله علناً إنه لن يتراجع عن الصراع المستمر منذ فبراير 2022.
وخلفت الحرب الروسية – الأوكرانية أكثر من 10 آلاف قتيل مدني، فيما أصيب أكثر من 18500 آخرين منذ بدء الحرب، منذ أوائل العام الماضي بحسب الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من القوات.
“انفتاح على وقف القتال”
وذكرت الصحيفة نقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين الروس السابقين المقربين من الكرملين ومسؤولين أمريكيين ودوليين آخرين، أن بوتين يشير منذ سبتمبر على الأقل إلى أنه منفتح على وقف القتال عند الخطوط الحدودية الحالية.
وقال مسؤول روسي سابق لـ”نيويورك تايمز”، إن “بوتين مستعد حقاً للتوقف عند الخطوط الحالية”، لكن المسؤول نقل رسالة قال إن الكرملين “كان يرسلها بهدوء”، وأضاف أن بوتين “ليس على استعداد للتراجع متراً واحداً”.
ومنذ أكتوبر 2022، ظلت خطوط المعركة على حالها إلى حد كبير، مع سيطرة روسيا على أجزاء من المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا.
كما أرسل بوتين “بعض الإشارات” لوقف إطلاق النار في الخريف الماضي، وفقاً للصحيفة الأمريكية، وأعرب عن رضاه عن الأراضي التي استولوا عليها. لكن المصادر التي استشهدت بها التايمز حذرت أيضاً من أن الأمر قد يكون محاولة “للتضليل” أو أن بوتين قد يغير رأيه إذا استعادت قواته زخمها.
غير أن وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية نقلت عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله إن بوتين “مستعد للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فقط لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة”.
ترقّب لموقف زيلينسكي
وليس من الواضح أيضاً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيقبل الصفقة، حيث لا تزال روسيا تسيطر على أجزاء من البلاد.
وكان الجيش الروسي قد أنهك بحلول أوائل عام 2023، حيث تم استبدال الجنود المحترفين بالمجندين والسجناء الذين لم يقفوا بشكل جيد في مواجهة القوات الأوكرانية. ومع ذلك، لم تتمكن أوكرانيا من استعادة أراضيها المفقودة، بالرغم من الدعم الغربي، الذي يبدو أنها باتت تواجه دعما متردداً في الغرب وتتنافس على الاهتمام الدولي بالحرب في غزة.
ويضغط زيلينسكي على قادة الولايات المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على المساعدات الإضافية لبلاده، بما في ذلك زيارة واشنطن الأسبوع الماضي للقاء زعماء الكونجرس والرئيس جو بايدن.
وطلب بايدن 60 مليار دولار لأوكرانيا، بالإضافة إلى 14 مليار دولار لإسرائيل، و10 مليارات دولار للمساعدات الإنسانية، و14 مليار دولار للحدود الأمريكية. وتعثرت هذه الحزمة في الكونجرس حيث لا يزال التجمع الجمهوري منقسماً حول ما إذا كان سيستمر في دعم قتال أوكرانيا ضد روسيا.
اقرأ أيضاً:
هل تضغط أمريكا على أوكرانيا لإنهاء الحرب مع روسيا؟