أعرب مسؤولون في البنتاغون عن قلقهم من التكلفة الباهظة لصد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ودخل الحوثيون على خط مواجهة الاحتلال الإسرائيلي عن طريق البحر الأحمر، منذ اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر الماضي.
وتقوم السفن الحربية الأمريكية بالتصدي للطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية، والتي توجه لسفن الشحن البحري، وتمثّل تهديدًا على القوات البحرية الأمريكية.
مواجهات متبادلة
أعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، أن مدمرات البحرية الأمريكية أسقطت 38 طائرة بدون طيار وصواريخ متعددة تابعة للحوثيين في البحر الأحمر.
وقال المسؤول إن المدمرة يو إس إس كارني تصدت لـ 14 طائرة بدون طيار هجومية في اتجاه واحد، يوم السبت الماضي.
وكان الحوثيون كثفوا من هجماتهم على السفن التجارية، والتي تنقل الطاقة والنفط إلى إسرائيل عبر أحد أهم الممرات الحيوية في العالم.
أعلن وزير الدفاع، لويد أوستن، تشكيل تحالف بحري دولي جديد لحماية الشحن المائي ومواجهة الهجمات.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه قادة الحوثيين أن هجماتهم بمثابة دعم للفلسطينيين، وأنها لن تتوقف حتى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
قلق متزايد
على الرغم من أن الولايات المتحدة تكثف جهودها للتصدي لتلك الهجمات، إلا أن التكلفة المرتفعة تُعد مصدر قلق كبير لها.
وبحسب ما نقلته صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤولين في وزارة الدفاع، فإن تكلفة اعتراض الصواريخ البحرية لتدمير الطائرات الحوثية تصل إلى 2.1 مليون دولار للطلقة الواحدة.
هذا في حين أن صوارخ الحوثيين والطائرات بدون طيار غير المتطورة تبلغ تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات فقط.
وقال أحد مسؤولي وزارة الدفاع: “إن تعويض التكلفة ليس في صالحنا”.
وهذا الوضع دفع بعض الخبراء لحث وزارة الدفاع على البحث عن طريقة جديدة أقل تكلفة لصد الهجمات.
ويقول المسؤول السابق في وزارة الدفاع وضابط وكالة المخابرات المركزية، ميك مولروي، إنه حتى لو تمكنت القوات الجوية الأمريكية من إسقاط مسيرات الحوثيين، فالأمر سيظل في صالحهم.
خيارات مطروحة
حتى الآن لم تكشف وزارة الدفاع الأمريكية عن الأسلحة التي تستخدمها لمواجهة هجمات الحوثيين.
ولكن مسؤولين وخبراء سابقين في وزارة الدفاع، حددوا بعض الأسلحة الأكثر منطقة لتلك المهمة.
ومن بين تلك الأسلحة الصاروخ القياسي 2، وهو سلاح دفاع جوي متوسط المدى قدراته تصل إلى 92 أو 130 ميلًا بحريًا.
ويُعد ذلك هو البديل الأرخص لسلاح Block IV، والذي يكلف 2.1 مليون دولار للضربة الواحدة.
هذا إلى جانب مدفع السفين بمقاس 5 بوصات، وهو خيار آخر أقل تكلفة ولكنه لا يصل إلى أهداف أبعد من 10 أميال بحرية.
وهناك أسلحة أخرى بمدى أقصر من 5 أميال بحرية، مثل صاروخ Evolved Sea Sparrow.
وتتكلّف الطلقة الواحدة من السلاح 1.8 مليون دولار.
وتتضمن الأسلحة الأقل تكلفة نظام الأسلحة القريبة من عيار 20 ملم، للأهداف الموجودة داخل ميل بحري واحد.
ويؤكد الخبراء أن الخطر يزداد وكذلك التأثير، كلما اقتربت أسلحة الحوثيين من السفينة.
تحديات
بعيدًا عن التكلفة، يوضح الخبراء أن المدمرات تحتوي على عدد معين من الصواريخ الذي يمكن إطلاقه.
وبعد نفادها تضطر إلى العودة لرصيف التحميل لإعادة التذخير مرة أخرى.
وتحتوي كل سفينة على 90 أنبوبًا صاروخيًا أو أكثر.
ولكنهم يقولون في نفس الوقت إن انتشار أكثر من مدمرة في المنطقة – أربعة على الأقل اعتبارًا من يوم الثلاثاء – سيقضي على هذه المهمة.
على الجانب الآخر، يُقدر الخبراء قيمة أكبر طائرة حوثية بدون طيار “شاهد-136” بمبلغ 20 ألف دولار فقط.
والولايات المتحدة مضطرة للتصدي إلى هذه الهجمات بهدف حماية تجارتها البحرية.
وأرسل البنتاغون مجموعتين من حاملات الطائرات: جيرالد ر. فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط ودوايت د. أيزنهاور في خليج عدن.
وتقوم الآن أربع مدمرات على الأقل بدوريات بالقرب من معبر باب المندب.
وأعلن أوستن الإثنين الماضي، عن تشكيل قوة عمل بحرية جديدة، تحت اسم “حارس الازدهار” لمواجهة هجمات الحوثيين.
وتضم تلك المجموعة 9 دول شريكة من جميع أنحاء العالم.
وقال أوستن للصحفيين في الراضي المحتلة يوم الإثنين قبل الإعلان: “هذه الهجمات متهورة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي، هذه ليست مجرد قضية أمريكية، إنها مشكلة دولية، وتستحق استجابة دولية.”
وكانت الهجمات الحوثية تسببت في تعطيل الشحن في الممر الذي يربط المحيط الهندي بقناة السويس.
ويمر في هذا المسار ما يقرب من 12% من التجارة العالمية سنويًا.
ولذلك اتجهت العديد من الشركات للبحث عن مسار بديل لسفنها من البحر الأحمر، متجنبة في نفس الوقت الالتفاف حول أفريقي عن طريق “رأس الرجاء الصالح”.
“هنية” يتفاوض لهدنة جديدة مع إسرائيل من القاهرة
بعد 3 سنوات.. اختفاء الوثائق الاستخبارية عن تعاون “ترامب” وروسيا يظل لغزًا
بعد أداء الأمير “مشعل الأحمد” لليمين الدستورية.. ماذا نعرف عن الدستور الكويتي؟