بدأت الإدارة الأمريكية في البحث عن حلول نهائية للحرب الإسرائيلية على غزة، بعد أكثر من شهرين على اندلاعها.
وعلى الرغم من التأييد المستمر والمطلق من جانب أمريكا لحليفتها إسرائيل منذ بداية الحرب، إلا أن هذا التوجه الجديد يوحي بتغيير واضح في السياسة الأمريكية.
تقليص الحرب
وتوجه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إلى أوروبا، أمس الإثنين، لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين.
وتهدف المباحثات الجارية إلى التوصل لاتفاق جديد بشأن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس.
على الجانب الآخر، كان وزير الدفاع الأمريكي يتحدث مع القادة العسكريين الإسرائيليين بشأن تقليص العمليات القتالية ضد حماس.
كما بحث لويد أوستن طرق زيادة تدفق المساعدات الإنسانية، إلى جانب التركيز على عمليات موجهة تستهدف قادة حماس وتدمير الأنفاق وإنقاذ الرهائن.
الضغط يتزايد
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر في وقت سابق هذا الأسبوع من أن إسرائيل قد تفقد التعاطف الدولي، بسبب القصف العشوائي لمنازل المدنيين في غزة.
وازدادت الضغوط على إسرائيل بعد تبني أقرب حلفائها مثل فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، لدعوات وقف إطلاق النار في غزة.
كما كتب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تغريدة على منصة إكس قال فيها “لقد قُتل عدد كبير جداً من المدنيين في غزة”.
وتم ترجمة تلك المقولة بأنها دليل على نفاد الصبر الأوروبي تجاه الممارسات الإسرائيلية في غزة.
من ناحية أخرى، يشهد الداخل الإسرائيلي تظاهرات تطالب بضرورة التوصل لحل لإفراج عن الأسرى.
كما طالب المتظاهرون باستئناف المباحثات مع حماس، خصوصًا بعد حادث قتل 3 مدنيين إسرائيليين على يد القوات الإسرائيلية بالخطأ.
يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه عدد قتلى القصف الإسرائيلي على غزة إلى قرابة 20 ألفًا، إلى جانب آلاف المصابين ومئات المفقودين تحت الأنقاض.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت حق النقص “الفيتو” أكثر من مرة لإحباط مشاريع قرارات لوقف الحرب في غزة داخل مجلس الأمن.
وعكفت الولايات المتحدة على تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة المتقدمة، منذ الأيام الأولى للحرب.
محادثات أكثر جدية
بحسب ما نشرته وكالة أسوشيتد برس، فإن رحلة رئيس المخابرات الأمريكية، وليام بيرنز، إلى وارسو مع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد ورئيس وزراء قطر يدل على أن المباحثات باتت أكثر جدية.
ويُعد ذلك هو اللقاء الأول بين الثلاثة منذ الاتفاق على الهدنة السابقة التي دامت لأسبوع.
وتم خلال تلك الهدنة الإفراج عن نحو 100 رهينة إسرائيلية، في مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية.
وفي الوقت الراهن، تقول حماس إن الإفراج عن الرهائن لن يتم إلا مقابل قرار بوقف الحرب.
ومن أجل زيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيليلة، بثت حماس مقطع فيديو لثلاثة مسنين إسرائيليين ضمن الرهائن وهم يطلبون إسرائيل بإطلاق سراحهم.
تصويت الأمم المتحدة
يترقب العالم ما ستؤول إليه نتائج التصويت على مشروع قرار من دولة الإمارات بشأن وقف الحرب في غزة داخل مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء.
ويتوقف مصير الحرب على تصويت الولايات المتحدة، بحب ما نقلته صحيفة “هاف بوست” عن دبلوماسيين.
ويقول الدبوماسيان إنه إذا قررت الولايات المتحدة التصويت لصالح القرار أو حتى امتنعت عن التصويت، فهذه إشارة قوية على عدم رضائها عن سياسية إسرائيل.
أما إذا استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار، على غرار التصويت السابق في 8 ديسمبر، فهذا سيعني أنها الدولة الوحيدة الشاذة من بين 153 عضوًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت تلك الدول صوتت لصالح وقف إطلاق النار في غزة في 12 ديسمبر الجاري.
اقرأ أيضًا:
بعد خروجها ضمن صفقة لتبادل الأسرى.. من هي الفلسطينية إسراء جعابيص؟
أبرز المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين والدول المجاورة
حادث عنف جديد ضد الفلسطينيين بأمريكا.. 3 طلاب يتعرضون لإطلاق نار