اتهم رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، إسرائيل بمحاولات دفع الفلسطينيين باتجاه مصر من خلال التهجير.
وكانت حكومة الاحتلال طالبت سكان شمال غزة على مدار الشهرين الماضيين بالنزوح إلى الجنوب، من أجل أمنهم وسلامتهم وفقا للمزاعم الإسرائيلية.
ولكن إسرائيل ردت على هذه الاتهامات قائلة إنها “غير صحيحة”، بحسب وكالة أنباء “فرانس برس”.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الدامي منذ 7 أكتوبر الماضي على غزة، في نزوح معظم سكان القطاع إلى الجنوب هربًا من القصف والدمار.
وأدت الضربات على القطاع إلى مقتل ما يزيد عن 17 ألف شهيد، وآلاف الجرحى ومئات المنازل المدمرة.
خطوات نحو سيناريو التهجير
قال المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن غزة تسهد أزمة إنسانية متفاقمة، وتسبب النزوح في تركيز المدنيين على الحدود الجنوبية.
وأضاف أن مقترحات التهجير القسري لسكان قطاع غزة قوبلت جميعها بالرفض من جميع دول الأمم المتحدة، بما فيها الولايات المتحدة.
وتابع لازاريني: “لكن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر، بغض النظر عما إذا كانوا يقيمون هناك أو يتم إعادة توطينهم في أماكن أخرى.”
وأشار إلى الدمار الواسع في شمال القطاع والذي أدى لنزوح السكان كان بمثابة الخطوة الأولى في هذا السيناريو.
وتمثلت الخطوة الثانية في إجبار سكان منطقة خان يونس الجنوبية والقريبة من الحدود المصرية على النزوح.
وشدد المدير العام للأونروا على أنه: “إذا استمر هذا المسار، مما يؤدي إلى ما يسميه الكثيرون بالفعل نكبة ثانية، فإن غزة لن تكون أرضًا للفلسطينيين بعد الآن”.
ويُشير مصطلح النكبة إلى إجبار الفلسطينيين على النزوح وتهجير 760 فلسطينيًا قسريًا من أراضيهم في عام 1948.
الموقف الإسرائيلي
ومن جانبها نفت إسرائيل على لسان متحدث باسم مكتب وزارة دفاع الاحتلال، وجود أي نية لتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، أو حتى وجود خطة إسرائيلية بهذا الشأن.
وقالت وزيرة المخابرات الإسرائيلية، جيلا جمليئيل، الشهر الماضي إن أحد الخيارات هو تشجيع إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين في غزة بعد الحرب لأسباب إنسانية، خارج القطاع.
ولكن منذ بدء الحرب على غزة، تداولت وسائل إعلام اقتراحات لمسؤولين إسرائيليين ونشطاء ببناء خيام واسعة في صحراء سيناء بتمويل دولي لاستضافة سكان القطاع لحين القضاء على حماس.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، نزح ما يقرب من 1.9 مليون نازح من إجمالي 2.4 مليون نسمة هم سكان القطاع إلى مدينة رفح الجنوبية.
وخلال هذه الفترة، تم السماح لمجموعة من المصابين بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج، بالإضافة إلى بعض حاملي جوازات السفر الأجنبية، وذلك من خلال معبر رفح.
وتزعم إسرائيل أنه عدوانها على غزة اندلع بسبب رغبتها في القضاء على حماس، بعد هجومها الذي شنته على المستوطنات الإسرائيلية.
وحذرت منظمات أممية ومجموعات إغاثية من تدهور الوضع الإنساني في غزة، بما يهدد بكارثة صحية وبيئية.
اقرأ ايضا :
اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. خطوات المملكة في طريق “النزاهة”
روسيا تحذر إسرائيل من خطة أنفاق حماس لأنها ستكون “جريمة حرب”
سيناريوهات “اليوم التالي” بعد “حرب غزة”.. من سيحكم أو يعيد بناء القطاع المدمر؟