علوم

حفريات تكشف حقيقة مثيرة عن البعوض.. الذكور امتصوا الدماء!

البعوض

على مدار عصور، اعتقد العلماء أن الإناث من البعوض هي المسؤولة عن اللدغات التي تسبب العديد من الأمراض.

ويموت الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم سنويًا بسبب لدغات البعوض من الإناث.

وهذا يرجع إلى أن الإناث تمتلك أفواه ذات تشريح مميز، وهو أمر يفتقر إليه الذكور.

ولكن كشف حديث لأقدم حفريات للبعوض قد يغير هذه الحقائق من أساسها.

ماذا اكتشف العلماء عن البعوض؟

عثر العلماء على حفريات لذكرين مدفونين في قطع من الكهرمان يعود تاريخها إلى 130 مليون سنة.

ووجدوا الحفريات التي تعود للعصر الطباشيري بالقرب من بلدة حمانا في لبنان.

والصادم أن العلماء اكتشفوا أن الذكور لديهم أجزاء فم طويلة ثاقبة وماصة، لا يمتلكها حاليًا سوى الإناث.

وقال عالم الحفريات من الأكاديمية الصينية للعلوم، داني عازار، إن البعوضتين كانا من النوع الماص للدماء.

وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة Current Biology، هذا الأسبوع أن هذا الاكتشاف هو اكتشاف رئيسي في التاريخ التطوري للبعوض.

وتنتمي البعوضتان المتحجرتان إلى نفس الفصيلة، ولديهما نفس الحجم والمظهر الذي يتشابه مع البعوض الحالي.

والاختلاف الوحيد هو في أجزاء الفم المسؤولة عن الامتصاص، والتي كانت أقصر من الإناث الحديثة.

حقائق عن البعوض

ويُعد البعوض من أشهر الكائنات التي تتغذى على الدم، وتتسبب في نقل الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء وحمى زيكا والضنك، والطفيليات إلى المضيف، وفق عازار.

ويتسبب البعوض في قتل 400 ألف شخص سنويًا بسبب الملاريا، أغلبهم من الأطفال دون الخامسة.

ويوضح عازار أن اقتصار امتصاص الدماء على الإناث، يعود إلى حاجاتها للبروتينات من أجل نمو بيضها.

وفي حالة الذكور والإناث غير المخصبة، فيعتمدون في التغذية على رحيق النباتات، وبعض الذكور لا تتغذى على الإطلاق.

ويوجد أكثر من 3500 نوع من البعوض في جميع أنحاء العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

ورغم حجم الضرر، إلا أن البعوض قد يكون مفيدًا إذ إنه يساعد على تنقية المياه في البرك والبحيرات والأنهار”.

لماذا اقتصرت التغذية بالدم على إناث البعوض؟

يقول عالم الحفريات والمؤلف المشارك في الدراسة، أندريه نيل، إن العثور على تلك الحفريات هو أمر مثير للدهشة.

ويرجح العلماء أن ما حدث هو أن البعوض تطور مع حشرات لا تتغذى على الدم، وبدأ في استخدام أجزاء الفم المصممة لثقب الجلد والتغذي على الدم، في ثقب النباتات والحصول على سوائلها المغذية.

ويقول عازار أن الحفريات تُشير إلى احتمالية أن يكون الأصل في الحشرات الماصة للدماء هو امتصاص سوائل النباتات، ولكنها تحولت بعد ذلك.

وأضاف عازار أن حقيقة أن أقدم أنواع البعوض المعروفة هي ذكور ماصة للدماء، “تعني أن البعوض الأول في الأصل كان كله من أكلة الدم – بغض النظر عما إذا كانوا ذكورًا أو إناثًا.

وفي حين أن تلك الحفريات هي الأقدم، إلا أن العلماء يعتقدون أن نشأة البعوض كانت قبل ملايين السنين.

وأشاروا إلى أن الأدلة الجزيئية تشير إلى أن البعوض نشأ خلال العصر الجوراسي، الذي امتد من حوالي 200 مليون إلى 145 مليون سنة مضت.

اقرأ أيضاً:
الكشف عن علاقة غريبة بين فحوصات العين ومكافحة أمراض الكلى
روبوت كيميائي ذكي لاستخلاص الأكسجين من الماء على المريخ
دراسة: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال تشارلستون 1886 تضرب أمريكا حتى اليوم