لطالما كانت معنويات المستثمرين مؤشرًا قويًا على سلوكهم الاستثماري، وهو ما ينعكس أيضًا على سوق الأسهم.
وتلعب مشاعر المستثمرين دورًا كبيرًا في تشكيل اتجاهات السوق، وهو ما يؤثر أيضًا على القرارات الاستثمارية.
ولتوضيح تأثير معنويات المستثمرين على سوق الأسهم خلال 30 عامًا، أعد موقع Visualcapitalist رسمًا بيانيًا معتمدًا فيه على بيانات من الجمعية الأمريكية للمستثمرين الأفراد (AAII).
وتُشير نتائج استطلاع AAII إلى وجود معنويات مرتفعة لدى المستثمرين في الوقت الحالي.
وجاءت هذه المشاعر مدفوعة بتوقعاتهم لارتفاع سوق الأسهم خلال الشهور الستة المقبلة.
وتم تطبيق ذلك على المخطط من خلال رسم الميول الصعودية للمستثمرين خلال 8 أسابيع، من أجل إظهار الاتجاهات الأوسع.
الدورات التاريخية للسوق
سجلت معنويات المستثمرين أعلى قراءة لها خلال عامي 2000 و2004، مدفوعة بما يُعرف بـ “فقاعة الدوت كوم” في الفترة بين 1995 و2004.
وارتبطت هذه الفقاعة الاقتصادية بتطور تكنولوجيا المعلومات، إذ نمت أسواق البورصة بدعم من صناعة الإنترنت.
وخلال يناير 2004، سجل المتوسط المتحرك الصعودي لمدة 8 أسابيع أرقامًا قياسية وسط انتعاش الاقتصاد الأمريكي.
وأدى انخفاض أسعار الفائدة إلى هذا الصعود، بعد عامين من تراجع قيمة الأسهم.
أما في عام 2000 الذي يمثل ذروة الفقاعة، كان تفاؤل المستثمرين في قمته.
وجاء ذلك مدفوعًا بتحقيق مؤشر ناسداك عوائد بنسبة 86% في عام 1999، مع ارتفاع أسهم التكنولوجيا.
وحقق 13 سهمًا على المؤشر في عام 1999، عوائد لا تقل قيمتها عن 1000%.
وبعد ذلك، وصل مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الثقيلة إلى أعلى مستوياته في مارس 2000 قبل أن يتهاوى، ولم يتعاف بالكامل حتى عام 2015.
وحققت معنويات المستثمرين أعلى المستويات في نياري 2011، بدعم من ارتفاع سوق الأسهم وتعافي مؤشرS&P 500 بالكامل من خسائر انهيار 2008.
وشهد عام 2010، أكبر انتعاش للسوق في التاريخ، بعد التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 و2009.
ومؤخرًا، ساهم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة قرب أدنى مستوياتها إلى رفع معنويات المستثمرين في أبريل 2021.
وخلال أبريل الماضي، وصل مؤشر S&P 500 إلى مستويات قياسية جديدة، مرتفعًا بأكثر من 80٪ من أدنى مستوياته في مارس 2020.
المعنويات الحالية للمستثمرين
تعيش معنويات المستثمرين حالة من التحسن خلال 2023 مقارنة بالعام الماضي.
ويأمل المستثمرون أن يواصل الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة.
لكن تظل هناك حالة من عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
وهذا يدفع المستثمرين لتبني وجهات نظر متباينة حول اتجاه السوق، خصوصًا في ظل الاحتمالات بارتفاع التضخم.
اقرأ ايضا :
إيرادات صناعة بطاريات الليثيوم عالميًا المتوقّعة بحلول 2030
اتفاق الـ 50 مليار.. كيف تعاونت المملكة مع الصين لتعزيز التجارة والاستثمار؟
السعودية ومصر تبحثان استخدام العملات المحلية في التجارة.. لماذا؟