باتمان والجوكر، ورجل يرتدي زي أسد كامل الجسم، وآخر استبدل رأسه وذراعيه بالمناشير.. هذا ليس كرنفالًا أو حفلًا تنكريًا، بل تجمع انتخابي غريب للمرشح الرئاسي الأرجنتيني، خافيير مايلي.
في غضون سنوات قليلة فقط، تحول الشعبوي اليميني “مايلي” من كونه متحدثًا تلفزيونيًا حصل على تقييمات عالية بفضل انفعالاته الجامحة ضد “الطبقة السياسية” التي ألقى عليها اللوم في المشاكل الاقتصادية الدائمة التي تعاني منها الأرجنتين، إلى المرشح الأوفر حظًا للرئاسة، بشعار: “لم آت لأرشد الحملان، بل جئت لإيقاظ الأسود”.
يبدو أن جاذبيته تكمن في قدرته على توجيه الغضب الذي يشعر به الأرجنتينيون ضد الطبقة الحاكمة وسط تضخم متزايد وشديد، وارتفاع معدلات الفقر، ويبلغ معدل التضخم السنوي في البلاد 140%، بينما يكافح أكثر من 40% من السكان للوصول إلى نهاية الشهر.
من رئيس الحديث التلفزيوني إلى المرشح الرئاسي
كان يُنظر إلى مايلي ذات يوم على أنه عرض جانبي في السياسة الأرجنتينية، وتمكن من استغلال نجاحه كرئيس متحدث للحصول على مقعد في مجلس النواب الأرجنتيني في عام 2021.
ثم أطلق بعد ذلك ما بدا وكأنه محاولة رئاسية بعيدة المنال، لكنه هز المؤسسة السياسية في الأرجنتين عندما حصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التمهيدية في أغسطس، وهو سباق وطنية يُنظر إليها على أنها استطلاع ضخم لتفضيلات الناخبين.
لكن وسط كل ذلك يرى البعض أنه لا يفهم النظام السياسي، لا انتخابي ولا تنفيذي، ليس لديه خبرة في حكم مدينة أو بلدية.. “كيف نتوقع منه أن يحكم بلدًا؟”.. “إنه محاط بأشخاص يريد تعيينهم مسؤولين عن وزارات، أشخاص مرتبطون بشكل وثيق بأسوأ أزمة في الأرجنتين”.
الأرجنتينيون يبحثون عن بديل
كان من المتوقع أن يتفوق “مايلي” في انتخابات أكتوبر، لكنه احتل المركز الثاني بنسبة 30% من الأصوات، أي بفارق سبع نقاط تقريبًا عن وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا.
ويتواجه “مايلي” و”ماسا” في جولة الإعادة في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تعادلًا فعليًا، مع عدد كبير من المترددين الذين سيكونون أساسيين في تحديد السباق.
تأييد لبيع الأسلحة والأعضاء!
غالبًا ما يُطلق على “مايلي” دونالد ترامب الأرجنتيني، لأنه يتبنى مزيجًا من الحب لمُثُل الرأسمالية مع السياسات المحافظة اجتماعيًا، بما في ذلك معارضة الإجهاض، الذي شرّعته الأرجنتين في عام 2020.
ومن ناحية أخرى فهو يؤيد حرية بيع الأسلحة النارية والأعضاء البشرية، ويقول: “لماذا يجب أن تنظم الدولة كل شيء؟ أول ممتلكاتي هي جسدي”.
ويعد إدخال الدولار الأمريكي وإغلاق البنك المركزي من الإجراءات التي وعد بها إلى جانب خصخصة المؤسسات العامة المملوكة للدولة.
وكان “مايلي” يظهر في العشرات من فعاليات الحملة الانتخابية وهو يحمل منشارًا كرمز غير دقيق للتعديلات المالية التي يعتزم تطبيقها أو يحمل ورقة نقدية عملاقة بقيمة 100 دولار تحمل وجهه للترويج لاقتراحه لتحويل الاقتصاد إلى دولرة.
أبرز التهم الموجهة للمجرمين الذين مثلوا أمام المحكمة الجنائية الدولية
يهودي بريطاني يشرح سبب تظاهره لأجل فلسطين
الحقيقة التي تحجبها إسرائيل كيف كانت فلسطين قبل نكبة 1948؟