أحداث جارية سياسة

من هم يهود حركة “ناطوري كارتا” الذين يعارضون الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟

جماعة يهودية أرثوذكسية

في السابع عشر من يوليو عام 2009، وفي أجواء ما بعد حرب غزة (ديسمبر 2008- يناير 2009)، زار 4 من حركة ناطوري كارتا، وهي جماعة يهودية أرثوذكسية متشددة، بزيارة لحركة حماس في قطاع غزة.

والآن، وفي وقت تستمر فيه مجازر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة موقعاً خسائر بشرية بالغة بين الفلسطينيين، في حرب تدخل شهرها الأول دون حل يلوح في الأفق؛ خرج حاخامات يهود من حركة ناطوري كارتا، منددين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ويصفون هجماته على قطاع غزة بالهجمات “شديدة الهمجية”، وأعربوا عن تضامنهم مع فلسطين وأهلها.

من هم يهود حركة “ناطوري كارتا”؟

وليس غريباً هذا الموقف من أتباع حركة “ناطوري كارتا”، وتعني باللغة الآرامية “حراس المدينة”، فهم يعارضون قيام دولة إسرائيل من الأساس، وتؤمن الحركة التي تتشكل من اليهود الحريديين، بأن دولة إسرائيل يجب ألا تكون موجودة قبل مجيء المسيح وهي ترفض الصهيونية بكل أشكالها.

كما ترفض الحركة – التي تأسست في القدس المحتلة عام 1935- ادعاءات الصهيونية والأساطير التي روجتها، إذ يرى أتباع الحركة “استعادة أرض إسرائيل التي طرد منها اليهود بسبب خطاياهم بالقوة”، وتعتقد أن “عودة إسرائيل لا تكون إلا بعودة المسيح”.

ويقدر عدد أفراد هذه الحركة بنحو 5 آلاف شخص، ينحدرون من المجر وليتوانيا، وبعض دول أوروبا الشرقية، ويقيمون بالقدس المحتلة، فيما يعانون من حصار وتضييق إسرائيلي كبير، بسبب معاداتهم للكيان الصهيوني ورفضهم الحصول على جنسيته وعدم امتلاكهم لبطاقات هوية، علماً بأن عدد كبير منهم اضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي أبريل الماضي، تظاهر أفراد من حركة “ناطوري كارتا” المناهضة للصهيونية في إسرائيل، وأحرقوا الأعلام الإسرائيلية في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الدولة العبرية، فيما رفعوا أعلام فلسطين.

إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

وترى الحركة أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي سينهي كل سفك الدماء في فلسطين، وأدانت الحركة القبول الدولي بتأسيس دولة إسرائيل عام 1948، والوضع الذي أفضى إليه ذلك من ممارسات تعسفية وجرائم ضد الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه.

ولا يؤيد أعضاء الحركة “حل الدولتين” كحل للقضية الفلسطينية، وينادون بإلغاء قرار التقسيم الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947، فيما يطالبون بتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس لا يجاورها أي كيان اسمه إسرائيل.

اقرأ أيضاً:

بعد اقتحام مستوطنين الأقصى من أجله.. ما هو الهيكل المزعوم؟

حاخام يهودي: أرض فلسطين كلها من حق الفلسطينيين

مشاعر الكراهية تجاه اليهود تتزايد بسبب الحرب على غزة