سياسة أحداث جارية

مزارع شبعا.. قصة الصراع المتجدد بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي

مزارع شبعا

يمتد التوتر إلى الحدود اللبنانية تزامنًا مع القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في الأراضي المحتلة.

وأطلق حزب الله اللبناني الصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على مواقع في مزارع شبعا المحتلة في هجوم تضامني مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ويسقط منه مئات القتلى بفعل هجوم الاحتلال.

يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على مزارع شبعا منذ عام 1967، وهي منطقة تقع جنوب شرق لبنان على الحدود السورية وبالقرب من فلسطين.. فما قصتها وكيف احتلتها إسرائيل وما هويتها قبل الاحتلال؟

مزارع شبعا

تأخذ المنطقة هذا الاسم نسبة إلى بلدة شبعا اللبنانية، وكان الاستعمار الفرنسي قد رسم حدود دولة لبنان على خريطة عثمانية تعود إلى عام 1862 وكانت المزارع تقع في نطاقها.

لكن جرى تحديثها عام 1915 لتتغير الحدود الشرقية اللبنانية بين جبل حرمون والحدود الفلسطينية مخالفًا لقرار تعيين حدود لبنان الكبير، ثم صنفت فرنسا المنطقة ضمن الحدود السورية عام 1946.

حدود عام 1934

في عام 1934 تدخّل ضابطان فرنسيان لفض خلاف وقع بين الجانبين السوري واللبناني في منطقة مزارع شبعا، انتهى باتفاقيتين مكتوبتين وأن وادي العسل، الذي يقع في المزارع، يشكل الحد الفعلي بين لبنان وسوريا، وإن المنطقة المعروفة بكفر دورة الواقعة شرق وادي العسل هي أيضًا أملاك عامة للدولة اللبنانية.

بعد ذلك عُممت هذه الاتفاقيات من مندوب المفوض السامي في لبنان، على الوزارات المعنية، وأنه بغياب ترسيم الحدود يمكن الاعتماد على هاتين الاتفاقيتين لتوجيه أعمال الترسيم النهائي.

السيادة اللبنانية على مزارع شبعا

كان للبنان سيادة وسلطة كاملة على شبعا ونطاقها، فأصدرت سندات الملكية وأظهرت أن السكان في هذه المنطقة لبنانيين بحسب إحصاء السكان عام 1932، وكانت كل المراسيم والقرارات الصادرة فيها وفقًا لذلك، كما استوفت الضرائب عن الأراضي من هذه المزارع مثلما يجري في بقية الاراضي اللبنانية.

محاولات لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا

وعُقدت عدة اتفاقيات ومحاولات لترسيم الحدود بين الجانبين اللبناني والسوري بعد الاستقلال، شملت بينها اتفاق لبناني- سوري عام 1956، وعام 1961، وعام 1963 باقتراحات لترسيم الحدود وافق عليها مجلسي الوزراء اللبناني والسوري.

لكن وقوع عدة أحداث حال دون ترسمي الحدود وتصديق أعمال هذه اللجان، بسبب الحرب العالمية الثانية، واستقلال لبنان وعدم جاهزية الدولة لمتابعة أعمال رسم الحدود والمساحة التي بدأها الفرنسيون وتوقفت برحيلهم، ثم الدخول في الصراع العربي الإسرائيلي، وانتهى الأمر باحتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان المحاذية للمزارع ودخلتها اعتبارًا من 1967.

اجتياح لبنان

وفي عام 1978 اجتاحت إسرائيل الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني، ونتج عن ذلك صدور القرارين الدوليين 425 و426 اللذين يدعوان إلى الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية حتى الحدود المعترف بها دوليًا.

وانتشرت قوات الطوارئ الدولية في المناطق المحتلة لمساعدة لبنان في بسط السلطة على جميع أراضيها، لكن إسرائيل نفذت القرار جزئياً ولم تنسحب إلا إلى منطقة دعيت عند الشريط الحدودي وسلمتها إلى ميليشيات جيش لبنان الجنوبي.

عادت قوات الاحتلال الإسرائيلية لاجتياح لبنان عام 1982 ووصلت إلى العاصمة بيروت، ثم انسحبت إلى الشريط الحدودي وبقيت مسيطرة على بعض المناطق، بما فيها مزارع شبعا.

عام 2000 نفذت إسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية تطبيقًا للقرار 425، لكنها ظلت محتلة لمزارع شبعا بحجة أنها أراضي سورية تقع ضمن منطقة الجولان التي تحتلها، أما الأمم المتحدة لم تأخذ بوجهة النظر اللبنانية وبالخريطة المقدمة من قبل الحكومة، قائلة إن مزارع شبعا ليست لبنانية.. بل سورية.

اقرأ ايضاً:
6 من أبرز صفقات تبادل الأسرى بين العرب وإسرائيل
بعد إصابته بالرباط الصليبي.. تاريخ طويل لـ “نيمار” مع الإصابات
من أرشيف الصحافة السعودية.. رد فعل الأمير فيصل بعد إعلان قيام إسرائيل