في الوقت الذي تستمر استعدادات إسرائيل لتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة، يذهب الخبراء أن قوات الاحتلال قد تواجه أزمة كبيرة في التعامل مع حماس إذا لم تخطط جيدًا لهذا الهجوم.
وخلال الأيام الماضية، برزت قدرات حماس في التعامل مع دبابات ميركافا الإسرائيلية البالغ وزنها 70 طنًا، والتي يصفها الخبراء بأنها أفضل الآلات القتالية في العالم.
وهذا التعامل المحترف سيجعل من هذه المركبات صيدًا ثمينًا بالنسبة لحماس، إذا قررت إسرائيل اقتحام شوارع غزة.
كيف ستتجنب إسرائيل ذلك؟
وفق تقرير نشرته صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، فإن القادة الإسرائيليين تعلموا جيدًا من حرب أوكرانيا، وسيعتمدون على تكتيكات وتكنولوجيات لمواجهة حماس.
ويقول التقرير إنهم يأملون من خلال هذه الاستعدات إنقاذ ما يقرب من 400 دبابة؛ من مواجهة نفس المصير الذي واجهته آلاف المركبات الروسية التي خسرتها خلال معركتها في أوكرانيا.
وخلال الفترة الماضية، كانت الدبابات الإسرائيلية التي تتجول في المنطقة القريبة من الحدود مع غزة، تتعرض لهجمات من حماس من خلال القنابل اليدوية التي تسقطها الطائرات دون طيار.
ولكن يبدو أن حماس كانت تمتلك معلومات أكبر عن طبيعة هذه الدبابات عندما نفذت هجوم 7 أكتوبر على الأراضي المحتلة، فكان لديها معرفة جيدة بنقاط الضعف في المركبات الإٍسرائيلية مثل الفتحة الخلفية ومخزن الذخيرة، والمسافة بين البرج والبدن أو الجزء السفلي الناعم للدبابة.
ضربات ناجحة
وتمكنت حماس من إلحاق الضرر ببعض المركبات من طراز ميركافا الدفاعية، مستخدمة أسلحة مضادة للدبابات إيرانية الصنع مزودة برؤوس حربية ترادفية.
وأظهرت لقطات لم يتم التحقق منها نشرتها حماس ضربتين ناجحتين على الأقل على أحدث نسخة من الدبابة Mark IV.
وأبدت هجمات حماس على الدبابات التي شنتها من نطاق أقل من 50 مترًا، نجاحًا كبيرًا في التغلب على نظام الحماية المزودة به ميركافا والمسمى “تروفي”، والذي يعتمد على الرادارات وأجهزة الاستشعار إلى جانب مقذوفات سريعة الإطلاق لاعتراض الصواريخ القادمة.
ولفت التقرير إلى أن الصواريخ الترادفية محلية الصنع التي تصنعها حماس في أماكن سرية تحت الأرض، ستلعب أيضًا دورًا في هزيمة الدبابات الإسرائيلية.
هل تقتحم إسرائيل بالدبابات؟
يستبعد القائد السابق للجيش البريطاني، هاميش دي بريتون جوردون، أن تستخدم قوات الاحتلال الدبابات في الهجوم التي تلوح بشنه على قطاع غزة، وخصوصًا في القتال من مسافات قريبة داخل المناطق الحضرية.
وقال إنها ستستعين بالطائرات من نفس الطراز بدلًا من الدبابات، والتي تتمكن من “إطلاق نار طويل المدى ودقيق” من مسافات بعدية تزيد عن ميل واحد.
وتابع: “هذا من شأنه أيضًا أن يساعد مشغلو الدبابات على البقاء بعيدًا عن نطاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات الأكثر تطوراً التي تمتلكها حماس”.
الضفة الغربية.. لماذا قد تصبح جبهة حرب ثالثة للاحتلال الإسرائيلي؟
