أحداث جارية سياسة

أسباب رفض مصر والأردن استقبال اللاجئين الفلسطينيين

تهجير الفلسطينيين

يعاني حوالي 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة للغاية، في ظل استمرار الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقطع الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والطبية عنهم.

وتحاول إسرائيل دفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخروج من القطاع باتجاه سيناء، عن طريق توجيه أوامر لهم بالانتقال إلى الشمال إلى الجنوب، بدعوى تنفيذ عمليات عسكرية للتخلص من حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ردًا على عملية «طوفان الأقصى» التي بدأت يوم 7 أكتوبر الجاري.

ومن جهة أخرى، تتصاعد المخاوف من نزوح فلسطينيين من الضفة الغربية شرقًا نحو الأرن، في ظل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال هناك.

وعلى الرغم من الرغبة الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين، أعلنت مصر والأردن صراحة أن البلدين لن يستقبلا لاجئين فلسطينيين خلال الأزمة الحالية، فما السبب؟

مخاوف اقتصادية

تستضيف الأردن ثاني أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد السكان في جميع أنحاء العالم، ويعيش الكثير منهم في مخيمات، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتعد الأردن الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

قال الدكتور حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية وحل الصراعات في الجامعة الأردنية: “لا تريد الأردن أن تستقبل المزيد من اللاجئين بأي حال من الأحوال؛ لأنها تعتقد أن قدراتها الاقتصادية لا تتحمل ذلك”.

وبالنسبة لمصر، قال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، تعقيبًا على الحديث حول إجراء صفقة مالية لإقناع البلاد باستقبال اللاجئين: “يجب أن يكون العرض مقنعًا جدًا بالنسبة لمصر للموافقة عليه”.

وأضاف: “أموال المساعدات من الولايات المتحدة وغيرها قد تتدفق لمدة عام أو اثنين، ولكن، كما رأينا مع اللاجئين السوريين، وبرامج المانحين هناك، لن يمر وقت طويل حتى تعاني من نقص التمويل”.

التهجير وتصفية القضية

وأشار كريس دويل أن المال ليس هو الاعتبار الوحيد المهم بالنسبة لمصر والأردن، فهناك أيضًا اعتبار رئيسي آخر للسياسيين وهو ألا يُنظر إليهم على أنهم يساعدون في تهجير الشعب الفلسطيني.

وقال دويل : “الفلسطينيون أنفسهم، قلقون للغاية بشأن النزوح إلى مصر، لأن 70% من سكان غزة هم من اللاجئين”.

وأضاف: “الكثير منهم لديهم تجربة تاريخية مريرة، حيث لم يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، وهم يخشون الآن أنهم إذا تركوا منازلهم فقد يصبحون لاجئين دائمين في الخارج”.

وصف ليكس تاكنبرج، الذي عمل مع الأمم المتحدة في مجال اللاجئين الفلسطينيين لمدة ثلاثة عقود وهو الآن كبير مستشاري منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية بالأردن، هذا الخوف من التهجير بأنه “سمة مهمة للوضع الفلسطيني”.

وقال تاكنبرج: “إذا نظرت إلى الأمر من زاوية إنسانية بحتة، فإنك تعلم أن النزوح المؤقت إلى سيناء من شأنه أن يجعل إيصال المساعدات الإنسانية أسهل بكثير، لكن من ناحية أخرى، نعلم أن ذلك لن يكون مؤقتا”.

وتابع: “مصر والأردن لا ترغبان في أن يُنظر إليهما على أنهما يقبلان الفلسطينيين النازحين لأنهما لا تريدان أن تكونا متواطئتين في نكبة أخرى”.

مخاوف أمنية

قال “تاكينبيرج” إنه “إذا نزح الفلسطينيون إلى سيناء، فقد يتسبب ذلك في عدم استقرار كبير بالمنطقة، وهو ما لا يريده المصريون”.

وأضاف: “مصر تكافح بالفعل مع عناصر “داعش” في سيناء، وهناك خوف من أن يتسبب وصول مقاتلي حماس إلى هذه المنطقة في أن يزداد عدم الاستقرار فيها”.

وقال “تاكنبرج”: “آخر ما يريده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، سواء من المنظور الأمني ​​أو من المنظور السياسي”.

بالأرقام.. المرشحون الأمريكيون الأكثر جمعًا للتمويل في السباق الرئاسي 2024

الأمم المتحدة تسلط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في غزة

تحذير للجيش الإسرائيلي من الاجتياح البري لغزة