تزخر منطقة الجوف بمجموعة من المواقع الأثرية التي تعود لحضارات متعددة شهدتها الجزيرة العربية منذ قرابة 6 آلاف عام، مثل أعمدة الرجاجيل، وبئر سيسرا، وقلعة زعبل الأثرية، بالإضافة إلى مواقع أثرية بدومة الجندل، التي تضم قلعة مارد، ومسجد عمر، وحي الدرع التاريخي.
ويعد موقع الشويحطية الأثري هو الأقدم على الإطلاق بالجوف، حيث يمثّل أقدم المستوطنات البشرية التي تم اكتشافها حتى الآن في شبه الجزيرة العربية شمال غرب مدينة سكاكا بمنطقة الجوف.
ما نعرفه عن موقع الشويحطية الأثري
موقع الشويحطية، الذي يعد أحد أقدم المواقع الأثرية في قارة آسيا بأكملها، عثر فيه على مستوطنات بشرية وأدوات حجرية يعود عمرها إلى الحقبة الزمنية من 700 ألف سنة و1.3 مليون سنة في عصور ما قبل التاريخ.
وبحسب تقرير علمي تم نشره عام 1986 في العدد العاشر لحولية الآثار العربية السعودية “أطلال”، الصادر من هيئة التراث حاليًا، فإن موقع الشويحطية يعود للعصر الحجري القديم ويقع على المدرجات الصخرية بجوار جدول صغير يغذي وادي الشويحطية.
كشفت أعمال التنقيب الأثري في المنطقة عن 17 مستوطنة بشرية قديمة، وعثر في جانبي وادي الشويحطية على 1884 قطعة من الأدوات الحجرية صنف منها 1517 أدات قديمة، و367 أحدث زمنًا، منها أدوات ثنائية الوجه ومكاشط وأدوات كروية الشكل ومتعددة الأسطح ومثاقب.
وجد العلماء أن الأدوات الحجرية التي عثر عليها تتماشى خصائصها مع أدوات عصر “الأولدوان” وهي نمط من الأدوات الحجرية تتميز بشكل وتقنية طرق محددة يعود إلى العصر الحجري القديم، حيث قدرت الدراسة عمر الموقع ما بين مليون إلى 1.3 مليون سنة.
وأوضحت الدراسة أن الإنسان قديمًا استوطن تلك المنطقة فترة طويلة من الزمن، مشيرةً إلى أن الموقع يعد الأقدم في المملكة، ومن بين أقدم المواقع الأثرية في آسيا الغربية.
العلا.. لمحات من تاريخ حافظة التراث الإنساني والثقافي والجمال الطبيعي بالمملكة