اقتصاد

التجارة العالمية في خطر بعد حظر تصدير الوقود الروسي

حظر تصدير الوقود الروسي

 

أعلنت روسيا يوم 21 سبتمبر الحالي أنها حظرت مؤقتًا تصدير البنزين والديزل لجميع الجمهوريات السوفيتية السابقة باستثناء 4 دول؛ استجابة للنقص المحلي، وهو قرار قد يؤدي إلى تعطيل التجارة العالمية، التي اضطرت بالفعل للتكيف مع العقوبات الغربية على صادرات الوقود الروسية، فما مدى خطورة الازمة؟ ومن سيتضرر منها أكثر؟

ما سبب المشكلة؟

قال محللون إن سوق الوقود في روسيا، التي تعد أحد أكبر منتجي النفط في العالم، تضرر بمجموعة من العوامل، بما في ذلك الصيانة في مصافي النفط، وتراجع قدرة السكك الحديدية على نقل كميات كبيرة من الوقود في ظل الصراع المسلح مع أوكرانيا، بالإضافة إلى ضعف الروبل الذي يحفز صادرات البنزين والديزل.

وتحاول روسيا معالجة النقص في الوقود منذ أشهر بفرض قيود على الصادرات لمنع حدوث أزمة، على لرغم من أن هذا القرار لا يصب في مصلحة إدارة الرئيس فلاديمير بوتين، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل.

ما مدى حجم المشكلة التي تواجه أسواق الوقود العالمية؟

تعتبر روسيا أكبر مصدر للوقود عبر البحار في العالم، وتليها الولايات المتحدة مباشرة، حيث شحنت الأولى ما متوسطه 1.07 مليون برميل يوميًا من الديزل منذ بداية العام حتى 25 سبتمبر، وهو ما يمثل أكثر من 13.1% من إجمالي تجارة هذا الخام المنقولة بحرًا، وفقًا لشركة تحليلات سوق النفط “فورتيكسا”.

وقالت فورتيكسا إن روسيا مصدّر أقل أهمية للبنزين، إذ تشحن في المتوسط ​​110 آلاف برميل يوميا في العام.

وأوضحت الشركة أن إمدادات الديزل لمجموعة كبيرة من دول العالم سيتأثر بفعل وقف تصديره من روسيا.

إلى متى سيستمر الحظر؟

قالت روسيا إنها ستستأنف تصدير الوقود بمجرد تحقيق الاستقرار في سوقها المحلية، لكنها لم تقدم جدولًا زمنيًا محددًا.

وأشارت شركة “FGE Energy” الاستشارية، أن الحظر على الديزل قد يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين قبل أن تقوم روسيا بتجديد مخزوناتها واستئناف التصدير.

وتختلف التوقعات بشأن طول فترة الحظر على البنزين، حيث يتوقع المحللون في “جيه بي مورجان” أن يستمر لأسبوعين، في حين قالت “FGE” إن تجديد مخزونات البنزين في روسيا قد يستغرق ما يصل إلى شهرين.

من سيكون الأكثر تضررًا؟

بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات الوقود الروسية بسبب حرب موسكو ضد أوكرانيا، قامت روسيا بتحويل صادرات الديزل وأنواع الوقود الأخرى المتجهة إلى أوروبا إلى البرازيل وتركيا والعديد من دول شمال وغرب أفريقيا ودول الخليج في الشرق الأوسط، حيث تقوم الأخيرة، التي تمتلك مصافيها الكبرى، بإعادة تصدير الوقود.

أظهرت بيانات حديثة أن إمدادات الديزل من الموانئ الروسية إلى البرازيل بلغت حوالي 4 ملايين طن متري خلال عام كامل حتى 25 سبتمبر الجاري، مقارنة بـ 74 ألف طن في عام 2022.

ونقلت وكالة أنباء “رويترز” عن مصادر في السوق إن الحظر الروسي المطول على صادرات الديزل قد يجبر البرازيل على الحصول على ما يصل إلى 400 ألف طن من الوقود شهريًا من مصدر آخر.

وكانت تركيا الوجهة الأولى لإمدادات الديزل من الموانئ الروسية بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، والتي بلغ إجماليها حوالي 7 ملايين طن منذ بداية الأزمة.

من أين ستأتي الإمدادات البديلة؟

من المتوقع أن تلجأ الدول الأفريقية إلى الحصول على الغاز والديزل المشحون من الشرق الأوسط والهند وتركيا.

أظهرت بيانات تتبع السفن من “كبلر” وشركتين لوساطة السفن، أن ما لا يقل عن 132 ألف طن من وقود الديزل ستتجه إلى أفريقيا من مصفاة الدقم الجديدة في سلطنة عمان.

وبالنسبة لمستوردي أمريكا اللاتينية، من المرجح أن يتجهوا إلى ساحل الخليج الأمريكي والشرق الأوسط، وبوسع أوروبا أيضًا أن تسد بعض الفجوة التي خلفها حظر البنزين في روسيا.

السعودية وسنغافورة.. أرقام من التبادل التجاري بين البلدين

المملكة تدخل عالم صناعة السيارات الكهربائية.. خبرة “لوسد” الطويلة تنتقل إلى جدة

في يوم السياحة العالمي.. هكذا وصف زوار المملكة تجربتهم