تحسن الاستعداد لمواجهة الكوارث على مدى عقود من الزمن، إذ انخفضت عدد الوفيات الناجمة عن الفيضانات، والتي تعد واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية القاتلة تاريخياً، ولكنها أيضاً نوع من الكوارث التي توجد طرق عديدة لمواجهتها مثل تحسين البنية التحتية للسدود ومراقبتها، ونمذجة مسارات الفيضانات والعواصف والكشف المبكر عنها، فضلاً عن خطط الإخلاء وحملات التوعية.
عن كارثة ليبيا
يتهم خبراء السياسة في ليبيا بالتقصير في الاستعداد للكوارث والتسبب في تهالك البنية التحتية للبلاد، إذ يعتقد أن ما لا يقل عن 5000 شخص لقوا حتفهم بعد فيضانات كبيرة ناجمة عن عاصفة في البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي تعاني فيه ليبيا الانقسام بعد الحرب الأهلية، كما أن البنية التحتية الضعيفة في ليبيا تعيق الآن جهود الإنقاذ والمساعدات.
الجفاف
مثل الفيضانات، يتسبب الجفاف في مقتل عدد كبير من الأشخاص حول العالم، وإن كان أقل حاليًا مقارنة بالعقود السابقة بسبب التحسينات في الأمن الغذائي وتحسين المساعدات الدولية، وتشير الأرقام المنشورة من خلال “Our World in Data” إلى أن هاتين النوعين من الكوارث كانتا المسؤولتين عن غالبية الوفيات الناجمة عن الكوارث على مستوى العالم حتى ستينيات القرن العشرين، وفي الفترة بين عامي 1970 و 1975، قتلت ثلاثة أحداث فيضانات وعواصف في بنغلاديش والصين وفيتنام حوالي 630،000 شخص، وفي أعوام 1887 و 1931 و 1939، أسفرت الفيضانات النهرية الكبرى في الصين عن مقتل ما بين 4.5 مليون شخص في كل مرة، وبالمثل، قتل الجفاف في الصين والهند وبنغلاديش ملايين الأشخاص بين عامي 1900 و 1965، أما في عام 1983، أدت المجاعة الكبرى في إثيوبيا إلى زيادة وفيات الجفاف على مدار العقد.
الزلازل والبراكين
من الصعب توقع الزلازل والثورانات البركانية بدقة، ولكنها أيضًا تسبب وفياتٍ أقل على مستوى العالم، ففي عام 1976، تسببت الزلزال في تانغشان بالصين في مقتل 277,000 شخص، في حين تسبب زلزال وتسونامي في المحيط الهندي الذي وقع في عام 2004 في المحيط الهندي وزلزال هايتي عام 2010 في معدل وفيات عالٍ في هذه العقود.
ما بعد الكوارث.. آثار جانبية في ثوب أوبئة