علوم

بعد الطقس القاسي خلال الصيف.. هذا ما يحمله مستقبل الطقس

فصل الصيف

رغم اقتراب انتهائه، إلا أن فصل الصيف يأبى أن يتراجع عن حرارته الشديدة ليؤكد على استحقاقه لقب الأكثر سخونة بجدارة.

وخلال هذا الصيف شهدت مناطق عديدة من العالم مجموعة من الظواهر الجوية المتطرفة مثل حرائق الغابات في كندا وجزيرة ماوي في هاواي، إلى جانب الأعاصير الشديدة في المحيط الأطلسي.

ويقول العلماء، بحسب ما نقلته عنهم ناشيونال جيوغرافيك، إن ما حدث في صيف 2023 ما هو إلا بداية لسلسلة من الأحداث المتطرفة بسبب تغير المناخ من المتوقع أن تستمر مستقبلًا.

تغير المناخ

حازت الفترة من يونيو وحتى أغسطس من العام الجاري، على لقب الصيف الأدفأ في نصف الكرة الشمالي على الإطلاق.

وسجلت هذه الفترة درجات حرارة بـ 1.2 درجة فهرنهايت، أي أعلى بنحو 0.5 درجات مقارنة بالرقم القياسي السابق، بحسب خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

وربطت منظمة “المناخ المركزي” غير الربحية هذا الارتفاع في درجات الحرارة بتغير المناخ، معتمدة في ذلك على أن 3.9 مليارات شخص شهدوا 30 يومًا أشد سخونة أو أكثر في الفترة بين يونيو وأغسطس.

وقال نائب رئيس المناخ المركزي للعلوم، أندرو بيرشينج، إن العالم بأسره عانى من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، ولم تقتصر ارتفاعات درجة الحرارة على النصف الشمالي فقط من الكرة الأرضية، بل امتدت إلى نصفها الجنوبي الذي كان من المفترض أن يشهد طقسًا أشد برودة خلال هذه الفترة من السنة.

وأرجع بيرشينج الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة هذا العام إلى التلوث الكربوني، وعوامل تغير المناخ الأخرى من صنع الإنسان.

ووفق مدير مركز بنسلفانيا للعلوم والاستدامة والإعلام، مايكل مان، فإنه كان من المحتمل ألا تحدث هذه الظواهر المتطرفة خلال فصل الصيف، إذا لم يحدث الاحترار الناتج عن التلوث الكربوني.

نظرة أوسع

يرى مان أن محاولة ربط الظواهر المتطرفة مباشرة بتغير المناخ، قد يتسبب في إغفال الصورة الأشمل التي تتأثر فيها أنماط الطقس الأطول أجلًا مثل التيار النفاث المشوه، وهو شريط الرياح الغربية الذي يدور حول نصف الكرة الشمالي.

ويخشى العلماء من أن ارتفاع درجة الحرارة في القطب الشمالي قد يضعف التيار النفاث، وهو ما ينتج عنه عدة ظواهر أخرى مثل تدفق الهواء الساخن من المناطق الاستوائية شمالًا، دفع موجات الحر للاستمرار أطول، وزيادة حرائق الغابات، وذوبان القطب الشمالي.

ولهذا يُشير مان إلى أن الربط المباشر بين ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر طويلة الأمد صحيح نسبيًا، ولكنه قد يغض الطرف عن أسباب أخرى أكثر دقة مثل فقدان القارات لرطوبتها من خلال التبخر.

مستقبل الطقس

يقول مان إن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يمكن أن ينتج عنه عدة ظواهر متطرفة أخرى مثل المزيد من حرائق الغابات، وودفع المزيد من بخار الماء إلى الجو الأمر الذي يُنذر بفيضانات مع هطول الأمطار.

ويُشير الباحث من قسم علوم البيئة في الجامعة الأمريكية، ستيفن ماكافوي، إلى أنه لا يمكن تخيل المستقبل دون المزيد من الأحداث المتطرفة في الطقس.

ولكن بشكل عام، يتفق علماء المناخ على أن الطقس سيشهد ظواهر غريبة متكررة في المستقبل، ربما تكون كالصيف الحالي أو أشد أو أقل.

ويرفض العلماء ما يتم إطلاقه على ما يحدث حاليًا من تغيرات في الطقس بأنه “وضع طبيعي جديد” علينا التكيف معه، ويقولون إنه لا يمكن اعتماد هذه العبارة، خصوصًا وأن الأمر قابل للتغير وسوف يستمر في ذلك.

انقسام في أمريكا بعد اكتشاف أكبر مخزون من الليثيوم في العالم

العوامل التي قد تؤدي إلى تليف الكبد

بفعل البشر.. العالم معرض لخطر الفيضانات أكثر من أي وقت مضى