ما زال فيروس كوفيد 19 يحمل في طياته العديد من الألغاز التي يسعى العلماء جاهدين لكشفها، بداية من المتحورات المتعددة للفيروس، وصولًا إلى تأثير العلاجات المستخدمة لمواجهة كوفيد 19 على جسم الإنسان، واتضح أن هناك علاجاً يسمى “فافيبيرافير”، يتسبب في تغير لون المرضى خلال فترة العلاج.
قصة العيون الزرقاء
وصف الأطباء “فافيبيرافير”، كعلاج لطفل رضيع تايلاندي – لم يذكر اسمه – لمواجهة أعراض كوفيد 19، وهو علاج شائع الاستخدام لعلاج الإنفلونزا والإيبولا، والذي تم استخدامه كعلاج لكوفيد في أجزاء من آسيا وأوروبا.
اكتشفت والدة الطفل أن عيني طفل تحولتا إلى اللون الأزرق بعد 18 ساعة من تناول أول جرعة من العلاج، وهو ما دفعها لاصطحابه إلى المستشفى لمعرفة سبب ما حدث لرضيعها، وقال الأطباء في بانكوك الذين عالجوا الرضيع إن الدواء المضاد للفيروسات أطلق مادة كيميائية فلورية تراكمت في قرنية الصبي.
تلقى الصبي فافيبيرافير لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك تحسنت أعراض كوفيد-19 لديه، ثم أوقف طبيبه العلاج بسبب التغير الغريب في لون عيون الرضيع، وبعد خمسة أيام من توقف العلاج، عادت عيون الصبي إلى لونها الطبيعي.
وعندما فحص الأطباء عيني الصبي بعد أسبوعين من تعافيه من كوفيد-19، لم تكن هناك علامات على وجود مشاكل في رؤيته. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هناك أي آثار طويلة المدى للتغير المؤقت في لون عينه، حسبما كتب الأطباء في تقريرهم عن الحالة.
ما هو فافيبيرافير؟
يعد فافيبيرافير هو الدواء الرئيسي المضاد للفيروسات الذي يُعطى للأطفال المصابين بفيروس SARS-CoV-2، وتشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للعلاج زيادة حمض البوليك في الجسم والإسهال وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.
تمت الموافقة على Favipiravir في اليابان وروسيا وأوكرانيا وأوزبكستان ومولدوفا وكازاخستان وحصل على موافقة للاستخدام الطارئ في إيطاليا في عام 2020.
بدأت الولايات المتحدة تجربة الدواء في أبريل 2020 مع مجموعة صغيرة من 50 شخصًا في مستشفى بريجهام والنساء، ومستشفى ماساتشوستس العام، وكلية الطب بجامعة ماساتشوستس، لكن إدارة الغذاء والدواء (FDA) لم توافق بعد على فافيبيرافير في الولايات المتحدة.
ليست الحالة الأولى
يعد الطفل التايلاندي ليس الحالة الوحيدة التي عانت من الآثار الجانبية للعلاج، حيث أفادت دراسة أجريت عام 2021 عن حالة شاب يبلغ من العمر 20 عامًا في الهند عانى من التغيير الدقيق في لون عينه بعد تلقى عقار فافيبيرافير بيوم، وهو نفس اللون الأزرق الداكن الذي عاد إلى اللون البني الطبيعي عندما توقف العلاج.
وبعد هذه الحالة، قام الفريق الطبي بفحص الأدبيات للعثور على حالات أخرى، لكنهم وجدوا أن الشاب الهندي هو الحالة الأولى التي يتغير لون القرنية إلى اللون الأزرق.
الإسعاف الجوي في المملكة.. أرقام من جهود أغسطس 2023