لم يكد العالم يتخطى جائحة كوفيد-19 التي ضربت معظم البلدان في عام 2020، وأدت إلى إجراءات صحية مشددة لمدة عامين، حتى عاد الفيروس مرة أخرى مؤخرًا بمتحور جديد “BA.2.86” ليُنذر بأن أزمة كورونا لم تنته تمامًا بعد.
وتعمل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، حاليًا على إنتاج لقاح جديد يستهدف السلالات التي من المتوقع أن تنتشر خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين.
وانتشرت متغيرات جديدة لكوفيد منذ منتصف أغسطس الجاري، وتحديدًا XBB.1.5 والذي يشكًل حوالي 5% إلى 6% من الإصابات في الولايات المتحدة، فيما يُعتبر متحور Omicron EG.5 هو الشكل الأكثر شيوعًا لـ XBB، بنسبة 20% من الإصابات.
ومؤخرًا تم رصد حالتين في الولايات المتحدة لمتحور جديد من سلالة XBB.1.5، وهو BA.2.86.
ووفق ما صوتت عليه لجنة الغذاء والدواء المكونة من 21 عضوًا، فمن المقرر أن يتم تحديث لقاء كوفيد-19 الحالي لينتقل من مجرد استهداف متحورين من أوميكرون وهما BA.4 وBA.5، ليتضمن أيضًا السلالة الجديدة من XBB.
ولكن حتى الآن لم تحدد الوكالة السلالة المستهدفة من XBB والتي يستهدفها اللقاح، على الرغم من أن المتحور المنتشر حاليًا يعود إلى السلالة XBB.1.5.
ولكن ما مدى فعالية اللقاحات ضد السلالات الجديدة؟
خلال الشهر الجاري، قالت شركة موديرنا إن اللقاح الذي توفره ويستهدف سلالة XBB، يمكنه أن يعمل بكفاءة مع سلالات أخرى مثل EG.5 وFL.1.5.1.
ودللت على حديثها بنتائج مبكرة لدراسات أجرتها الشركة لاختبار اللقاح على مجموعة من الأشخاص.
من جانبها، نقلت مجلة تايم عن شركة فايزر تصريحات تُفيد بأن لقاح XBB الخاص بها تمكّن من تحييد مجموعة من متغيرات Omicron XBB، والتي تشمل XBB.1.5 وEG.5.1، وذلك خلال تجربة تم إجراؤها على الفئران.
وعلى غرارهما، قالت شركة نوفافاكس إن لقاحها المخصص لسلالة XBB، تمكّن من إنتاج أجسام مضادة ضد متحور EG.5.1.
ولكن بشكل عام فكل الدراسات التي اعتمدت عليها الشركات تم تطبيقها على الحيوانات فقط، ولم ترتق ليتم اختبارها على البشر، ولكنها قد تكون بادرة أمل تُنبيء بأخبار سارة عن اللقاحات التي من المقرر إنتاجها لموسم كوفيد المقبل.
كما أن معظم المتحورات التي تم رصدها تنتمي لعائلة أوميكرون، ولذلك فإن اللقاحات التي تستهدف XBB بالأساس، قد تكون فعالة ضد لمتغيرات الجديدة.
هل BA.2.86 أخطر من المتحورات الأخرى؟
وفي حين أن اللقاحات الحالية قد تكون فعّالة إلى حد ما مع المتحور الجديد BA.2.86، والذي تسبب في حالات بسيطة على مستوى العالم حتى الآن، إلا أن القلق بشأنه لا يزال يتصاعد.
ويرجع هذا القلق إلى أن المتحور يحتوي على العديد من الطفرات التي تصل إلى 30 طفرة جديدة، مقارنة بـ XBB.1.5، وهو ما قد يجعله أشد خطورة من سابقيه من المتحورات.
ووفق ما أعلنته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) خلال الشهر الجاري، فإن المعلومات المتوفرة عن المتحور الجديد ليست بكثيرة، وقالت إنه طالما أن اللقاحات الحالية فعّالة ضده فلا يمكن الجزم بأنه أشد خطورة.
ولكن المعلومات المبكرة تُشير إلى أن المتحور BA.2.86، له القدرة على إصابة من تلقوا اللقاحات السابقة أو أُصيبوا بالفيروس من قبل، على عكس المتحورات الأخرى.
تغييرات يحدثها كوفيد-19 في جهاز المناعة
حالات كوفيد تعود مرة أخرى.. هل لا يزال الخطر قائمًا؟
زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالسكري بين الأطفال والمراهقين منذ كوفيد.. لماذا؟