صحة

خطر زيادة انتشار الأمراض المعدية يرتفع بسبب الاحترار العالمي

يقدّر علماء المناخ معدّل التغير في درجة حرارة الكوكب في الفترة من 2021 إلى 2041 بارتفاع قدره 6 درجات مئوية في المتوسط، مقارنة بالفترة بين عامي 1995 و2014.

وتهدّد هذه التغييرات المحتملة استمرار التقدم الذي تم إحرازه في مجال الرعاية الصحية، فبينما يعيش الناس في جميع أنحاء العالم الآن حياة أطول وأكثر صحة مما كانوا عليه قبل نصف قرن، سيساهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة انتشار الأمراض المعدية، فما العلاقة بينهما؟

بيئة مناسبة لتفشي الأمراض

هناك مجموعة من العوامل تمثّل العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تفشّي الأمراض، وهي:

أولا: تدفع درجات الحرارة المرتفعة الحيوانات والقراد والبعوض، بما تحمله هذه الأنواع من أمراض، والبكتيريا والطحالب وحتى الفطريات للانتقال إلى أماكن أخرى للتكيف مع الظروف المناخية.

ثانيًا: تؤدي إزالة الغابات والتعدين والزراعة والزحف العمراني إلى تآكل المناطق البرية المتبقية في العالم، مما يساهم في فقدان التنوع البيولوجي.

ثالثًا: تتضاءل أعداد الأنواع التي يعتمد عليها البشر في نظامهم الغذائي، فيبدأون في الاعتماد على أنواع أقل، مما يزيد فرص انتشار الأمراض.

رابعًا: تضطر أنواع الحيوانات والطيور المختلفة بفعل ارتفاع درجات الحرارة إلى التواجد في بيئات أصغر، مما يؤدي إلى تكون مناطق ينشط فيها انتقال الأمراض من الكائنات الأخرى إلى البشر.

خامسًا: يؤدي تغير المناخ إلى نزوح نحو 20 مليون شخص كل عام، وهم أشخاص يحتاجون إلى السكن والرعاية الطبية والغذاء، مما يضع ضغوطًا على الأنظمة الصحية.

تخلق كل هذه العوامل الظروف الملائمة لزيادة انتشار الأمراض بين الناس، وهو ما بدأ في الحدوث بالفعل، إذ أصبحت الأمراض القديمة والجديدة أكثر انتشارًا، وتظهر في أماكن لم تكن متواجدة بها من قبل.

وقال نيل فورا، الطبيب في منظمة “كونسيرفيشن إنترناشيونال”: “هذا ليس مجرد شيء نخاف منه في المستقبل، فالناس يعانون من الأمراض ويموتون بسبب تغير المناخ الآن”.

رصد لأكثر أنواع الأمراض انتشارًا بسبب تغير المناخ

للهروب من ارتفاع درجات الحرارة في مناطق تواجدها الأصلية، بدأت الحيوانات في الانتقال إلى أماكن أكثر ارتفاعًا عن سطح الأرض وبرودة، حاملة معها الأمراض، مما يشكل تهديدًا للأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق.

على سبيل المثال، تسمح فصول الشتاء الأكثر دفئًا والخريف والربيع الأكثر اعتدالًا لحاملي مسببات الأمراض من القراد والبعوض بالبقاء نشطين لفترات أطول من العام.

وتعني فترات النشاط الأطول هذه زيادة كبيرة في أعداد ناقلات الأمراض، وقد شهد شمال شرق الولايات المتحدة انتشارًا هائلاً للقراد ذو الأرجل السوداء الحامل لمرض لايم خلال العقد الماضي.

ولاحظت الهيئات الصحية الدولية ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا، وهو مرض بكتيري ينتقل عن طريق المياه خلال موسم الرياح الموسمية في بلدان جنوب آسيا عندما تلوث الفيضانات مياه الشرب، وخاصة في الأماكن التي تفتقر إلى البنية التحتية الجيدة للصرف الصحي.

ويؤدي الجفاف الشديد الذي يتبع هطول الأمطار في غرب الولايات المتحدة إلى ذبول الجراثيم الفطرية، مما يسمح لها بالانتشار بسهولة أكبر في الهواء، فنتنتقل بسهولة إلى الجهاز التنفسي للإنسان متسببة بمرض حمى الوادي.

ماذا يعني حجب أشعة الشمس لإبطاء الاحتباس الحراري؟

لماذا المدن هي مفتاح حل أزمة المناخ والاحتباس الحراري؟

ماذا لو ذاب الجليد في القطبين بسبب الاحتباس الحراري؟