سياسة أحداث جارية

بعد مقتل قائد فاغنر.. ما مصير المرتزقة؟

في أعقاب عملية “الزحف إلى موسكو” التي قادها قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، قبل شهرين، توقع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، أن يبذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن كل ما في وسعه للانتقام.

وتناقلت وسائل إعلام دولية خبر مقتل قائد فاغنر، في تحطم طائرة شمال موسكو، كانت في طريقها إلى سان بطرسبورغ.

والسؤال المطروح على نطاق واسع الآن: ما المصير الذي ينتظر مجموعة فاغنر بعد مقتل قائدها؟

تحليل للوضع الراهن

كتب بيتر بومونت مقالًا تحليليًا في صحيفة الغارديان البريطانية، للوضع الحالي بعد أنباء مقتل بريغوجين.

وورد في المقال: “في حين أن تفاصيل ما حدث بالضبط لا تزال غامضة، فإن الأمر الواضح هو أن فاغنر، تم احتواؤها أولاً ثم قطع رأسها”.

مع تقليص دور فاغنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد التمرد الذي أحرج بوتين والكرملين، بدا أن بريغوجين كان يحاول استعادة بعض نفوذه، خاصة بعد ظهوره في أفريقيا بناءً على طلب الكرملين.

وكان بريغوجين قد أصدر بيانًا يدعم فيه الانقلاب في النيجر، وهو ما اعتبره بعض المحللين بمثابة تذكير لكيفية خدمة فاغنر ذات يوم لأهداف موسكو.

نُشر هذا الأسبوع مقطع فيديو من مكان ما في أفريقيا، مما يشير إلى أنه ربما وجد دورًا جديدًا، وأن أفعاله قد غفرت له.

وفي هذا الفيديو، أصر بريغوجين على أنه كان يقوم بالتجنيد لعمليات في أفريقيا، بينما دعا أيضًا المستثمرين من روسيا إلى وضع أموال في جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال البيت الروسي، وهو مركز ثقافي في عاصمة الدولة الأفريقية.

مستقبل المرتزقة بعد مقتل قائد فاغنر

يرى بيتر بومونت أن الأمر الواضح الآن هو أن فاغنر لم تعد كما كانت عليه سابقًا.

ووفقاً للتقارير الأخيرة، بدأ المئات من مقاتلي فاغنر الذين تم نفيهم إلى قواعد في بيلاروسيا بمغادرة ذلك البلد، وبعضهم غير راضٍ عن مستويات الأجور المنخفضة هناك، بينما انتقل آخرون للعمل في غرب إفريقيا، كما انخفض عدد القوات هناك بنحو 25% عن العدد السابق المقدر بـأكثر من 5000.

وفي روسيا نفسها، كانت عمليات فاغنر متوقفة خلال الشهرين الماضيين، حيث بدا أن بريغوجين وحلفائه كانوا يبحثون عن دور جديد في ظل استياء بوتين.

أما في أوكرانيا فقد استعمل جنود فاغنر في الخطوط الأمامية في معركة باخموت.

وربما يكون السؤال الأكبر هو ما إذا كان بإمكان المجموعة الاستمرار بأي شكل قابل للتطبيق في الدول الأفريقية؟

وعلى الرغم من أن الأسماء المقترحة كبدائل محتملة لبريغوجين ستحصل على موافقة الكرملين، إلا أن هناك علامات استفهام بشأن قدرة البديل على شغل مكانة بريغوجين.

اعتمد جزء كبير من إمبراطورية فاغنر الأفريقية، على العلاقات المشبوهة التي أقامها بريغوجين ورفاقه المقربون على مر السنين، من بينها أن فاغنر قد قدم لمساعدة المجلس العسكري في مالي، وهي خطوة ساهمت في قرار فرنسا بإنهاء العملية العسكرية التي استمرت قرابة عقد من الزمن هناك.

وبينما كان الكرملين مؤخرًا يغازل القادة العسكريين في دول الساحل نفسها بشكل مباشر، فقد عمل بريغوجين على تطوير علاقات شخصية مع أمراء الحرب وقادة الانقلابات العسكرية والسياسيين ورجال الأعمال الفاسدين.

كما قال نائب المارشال الجوي السابق شون بيل، وهو الآن محلل عسكري، لشبكة سكاي نيوز في يونيو الماضي، أن من دون بريغوجين، فإن فاغنر لا تمثل شيئًا.

كانت تقل زعيم “فاغنر”.. روسيا تعلن مقتل 10 أشخاص في تحطّم طائرة
اليابان تبدأ تصريف المياه المُشعّة في المحيط
الأسباب التي تدفع الدول لطلب الانضمام إلى مجموعة “بريكس”