علوم

فوضى الفضاء.. المعركة القادمة ضد الحطام الفضائي

شهد شهر يوليو الماضي أحدث اكتشاف لحطام فضائي سقط على الأرض، حيث عثر على قطعة معدنية سقطت من السماء على أحد شواطئ أستراليا، والتي أعادت فتح النقاش حول ضرورة تحمّل الدول مسؤولية أكبر عمّا ترسله إلى الفضاء.

ولا يعد هذا الجسم هو الوحيد من نوعه، حيث تدور آلاف الأقمار الصناعية المُعطّلة، وأجزاء مراحل إطلاق الصواريخ، والشظايا المعدنية الناتجة عن الاصطدامات من الأجسام التي يتم إطلاقها للفضاء، حول الأرض بسرعات كبيرة.

قائمة الدول المسؤولة عن نشر الحطام الفضائي

وفقًا لـ “Space-Track.org”، المملوك للحكومة الأمريكية، هناك ما يقرب من 14 ألف من أجسام الحطام الصغير والمتوسطة ​​وكبيرة الحجم تتواجد في مدارات أرضية منخفضة.

تعود هذه البيانات لشهر مايو من العام الحالي، ولا تأخذ في الاعتبار الملايين من شظايا الحطام الصغيرة التي لا يمكن تعقبها.

لعبت بعض البلدان دورًا أكبر في المساهمة بهذا الكم الكبير من الحطام، ففي الخمسينيات من القرن الماضي، قادت الولايات المتحدة وروسيا اتجاهًا عالميًا نحو استكشاف الفضاء، وسجّلت الدولتين أكبر عدد من الأجسام التي تم إلطاقها خارج الكوكب.

وفي السبعينيات، انضمت إليهما الصين، لذا نجد أن البلدان الثلاثة مسؤولة عن الغالبية العظمى من الحطام الفضائي اليوم، كما يظهر في الجدول التالي:

يبلغ عدد أجسام الحطام في روسيا حاليًا 4521، بما يشمل عمليات الإطلاق السابقة التي قام بها الاتحاد السوفيتي، مع أكثر من 4 آلاف لكل من الصين والولايات المتحدة.

ويعد الإنسان هو المتهم الأول في التسبب بالحطام، حيث أن معظم حالاته نتجت عن تجارب بشرية إضافية بالأساس.

في تجربة الصين المضادة للأقمار الصناعية في عام 2007 تم تدمير قمرها الصناعي الخاص بالطقس، مما أدى إلى تكوين 3500 قطعة من الحطام الفضائي.

وفي حادثة أخرى، أدى تصادم عام 2009 بين القمر الصناعي الروسي غير النشط “كوزموس -2251” وقمر الاتصالات الأمريكي “إيريديوم 33” إلى نشر أكثر من 2000 قطعة من الحطام.

ويتوقع الخبراء نمو هذه الأقمار في المستقبل، مع توجّه الشركات لإطلاق شبكات اتصالات فضائية، مثل ما تنوي شركة “SpaceX” المملكوكة لإيلون ماسك فعله.

السبيل لحل الأزمة

قال خبراء في أنظمة الأقمار الصناعية إن مسألة انتشار كم كبير من الحطام الفضائي خطيرة، إذ تهدّد التقنيات التي تعمل بالفعل في الفضاء، وتشكّل تهديدًا على البشر أيضًا؛ لذا يجب معالجة المسألة بتعاون دولي.

شهدت السنوات الأخيرة تكثيف الأبحاث والدراسات في سبيل إيجاد طرق لتنظيف الحطام، أملًا في ابتكار أنظمة لإزالة هذه الأجسام وتفادي خطرها.

كما تقوم بعض وكالات الفضاء مثل وكالة الفضاء الأوروبية بوضع خطط لضمان تصميم أنظمة الفضاء الخاصة باستخدام تقنيات تسهّل التخلص الآن منها.

بعد انهيار قمة Fluchthorn.. ما الجبال المعرضة للخطر في المستقبل؟

الكنوز النادرة في باطن الأرض.. حجم إنتاج الدول

بالأرقام.. أهمية غابات الأمازون