خلال الآونة الأخيرة، تولي المملكة أهمية إلى تحويل عدد من مدنها إلى مدن ذكية، وهو أمر تتبعه العديد من الدول في محاولة للتخفيف من التحديات التي تواجهها من زيادة في معدلات النمو والتلوث والتكدس.
ووفق تقرير “مستقبل المدن في عصر التقنيات الحديثة” الصادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في 2023، هناك مجموعة من المعايير المستخدمة في تصنيف المدن الذكية عالميًا.
ما هي معايير تصنيف المدن؟
يُستخدم مؤشر PICSA وهو أداة مبتكرة لقياس الرخاء والشمول في المدن في جميع أنحاء العالم، من خلال التركيز على قدرة المدن على دفع النمو الاقتصادي، ومدى استفادة جميع المواطنين من الطبقات كافة بالعوائد الاقتصادية.
وتتمكن المدن من تحقيق النمو الاقتصادي من خلال استخدام التقنية الحديثة والحلول القائمة على البيانات، في تحقيق التنمية الحضرية، بما يحقق الرفاهية الاجتماعية.
ويساعد المؤشر صانعي القرارات في وضع سياسات من شأنها تحفيز النمو الاقتصادي، وضمان إشراك المواطنين في التمتع بالعوائد المادية.
ويُعد مؤشر IMD أحد تلك المؤشرات التي يتم استخدامها في تصنيف المدن الذكية، وهي دراسة يُجريها معهد التنمية الإدارية Development Management for Institute، لتصنيف أفضل المدن الذكية في العالم، معتمدًا على تصور المواطنين عن التقنيات التي يتم تطبيقها في 141 دولة.
إلى جانب الاعتماد على البيانات الاقتصادية والاجتماعية التي يوفرها مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية HDI لكل مدينة.
أبرز المدن الذكية عالميًا
زيورخ – سويسرا
للسنة الرابعة على التوالي، تحتل زيورخ المركز الأول على مؤشر IMD، إذ تسعى المدينة بقوة تجاه التقنيات الذكية في مجالات الصحة والسلامة، موفرة لذلك التمويل اللازم والمجهودات المطلوبة.
ونفذت المدينة عدة مشروعات من أهمها: نظام Heat-to-Power، والذي يستخدم الطاقة المتجددة بتوليد الحرارة في مباني المدينة.
إلى جانب مبادرة eZürich، والتي تستخدم التقنيات والبيانات الرقمية لتحسين فاعلية الخدمات العامة، وتعزيز وضع زيورخ كمركز عالمي لتقنية المعلومات والاتصالات.
أوسلو – النرويج
تأتي أوسلو في المركز الثاني على المؤشر أيضًا للسنة الرابعة على التوالي، من خلال تبينها لعدة مبادرات من بينها: تخصيص أنظمة رسوم آلية خاصة بالمركبات ذات الانبعاثات الصفرية.
كما تشمل مبادرة فيوتشر بيلت ” FutureBuilt”، وهي مشروع يهدف إلى تقليل البصمة الكربونية للمدينة بنسبة 50%، من خلال نشر الوعي بطرق الهندسة المعمارية التي تساعد على جعل المدن صديقة للبيئة بشكل أكبر، وتقلل من الانبعاثات الكربونية.
وتتضمن المبادرات مشروعًا لإنارة الشوارع الذكية في المدينة وتحسين كفاءة الإنارة فيها، وهو ما ساعدها على توفير 1.3 مليون دولار من تكاليف الكهرباء المستخدمة في هذا الصدد.
كانبيرا – أستراليا
كان المركز الثالث على مؤشر المدن الذكية من نصيب كانبيرا، مدفوعة بالتزامها في الابتكار وجهود التحول الرقمي والاستدامة.
ونفذت المدينة عدة مبادرات منها: استراتيجية رقمية لتعزيز رفاهية المجتمع، والتي تركز على خدمات البيانات والتخطيط والشراكات الصناعية، إلى جانب صياغة طريقة علم الحكومة وإعطاء أولوية للخدمات التي تركز على المواطن.
كما تم تطوير منصة التوأم الرقمي، والتي تسمح بمراقبة وإدارة الوظائف المختلفة في المدينة، من خلال جمع البيانات حول حركة المرور واستخدام الطاقة والمياه، وبعض الجوانب الأخرى.
كوبنهاجن – الدنمارك
تتبنى كوبنهاجن العديد من الحلو الذكية، والتي تهدف إلى خلق بيئة أنظف وتحسن من صحة المواطنين، وإلى أن تكون أول عاصمة خالية من الكربون بحلول 2025.
وبذلت المدينة جهودًا في سبيل ذلك ومن بينها: دعم وصول المواطنين إلى مصادر المعلومات بشكل مجاني بهدف تعزيز الابتكار، إلى جانب توفير ظروف أفضل لراكبي الدراجات في المدينة بما يحقق أكثر من مليون رحلة يوميصا بالدراجة هناك.
كما وفرت المدينة أعمدة الإنارة الذكية في الشوارع والتي سمحت بتوفير 76% من فاتورة الإضاءة العامة، من خلال قدرتها على تعديل شدة الضوء حسب حركة المرور.
ماذا بعد إنشاء المدن الذكية وكيف ستكون آثارها الاقتصادية والاجتماعية؟
المملكة تتألق دوليًا.. 4 مدن سعودية في مؤشر IMD للمدن الذكية 2023