يبدو أن سلسلة الاتهامات التي توجه إلى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تأبى ألا تنتهي، إذ تم توجيه تهم جنائية جديدة إليه خلال تحقيق اتحادي، اليوم الأربعاء.
وتُعد هذه هي المرة الثالثة التي توجه فيها اتهامات إلى الرئيس السابق خلال 4 أشهر، في الوقت الذي يستعد ترامب لخوض انتخابات الرئاسة 2024.
ماذا جاء في لائحة الاتهامات؟
وتضمنت لائحة التهم التي جاءت في 45 صفحة 4 اتهامات، وهي محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والبقاء على رأس الحكم، إلى جانب التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة.
كما تضمنت الاتهامات التلاعب بأقوال الشهود، والتآمر على حقوق المواطنين، بالإضافة إلى إثارة الشغب الذي حدث في مبنى الكابيتول الأمريكي قبل أكثر من عامين، في محاولة لتقويض الديمقراطية الأمريكية.
وصدر أمر لترامب بالمثول أمام محكمة اتحادية في واشنطن يوم الخميس، إذ تم إحالة القضية إلى قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية، تانيا تشوتكان، التي عينها الرئيس الأسبق باراك أوباما.
تفاصيل الاتهامات
كان المستشار الخاص جاك سميث، أجرى تحقيقًا واسعًا في مزاعم سعى ترامب إلى عكس خسارته أمام بايدن في انتخابات الرئاسة الأخيرة، وخصوصًا فيما يخص حادث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، في محاولة لمنع الكونجرس من إضفاء الطابع الرسمي على انتصار بايدن.
وحمّل سميث ترامب كل المسؤولية عن أعمال العنف الذي أُلقي القبض على 1000 شخص خلالها، وذلك خلال بيان مقتضب ألقاه للصحفيين.
وذكرت لائحة الاتهامات أن ترامب وآخرين نظموا قوائم مزورة للناخبين في سبع ولايات، خسر فيها أصواته بالفعل، وتم التصديق عليها رسميًا من قبل الكونجرس في 6 يناير.
وقال المدعون أن ادعاءات ترامب بشأن وجود تزوير في نتائج الانتخابات لصالح الطرف الآخر كانت كاذبة، خصوصًا وأن المستشارين المقربين، بما في ذلك كبار مسؤولي المخابرات، أخبروه أكثر من مرة أن النتائج كانت مشروعة.
ووفق الاتهامات، فإن الرئيس ترامب فشل في الضغط نائب الرئيس مايك بنس لمنعه من المصادقة على نتائج الانتخابات، واستغل أحداث الشغب للاستمرار في ذلك، كما أنه رفض إصدار خطاب تهدئة لمثيري الشغب وقتها.
وتشمل لائحة الاتهام ستة متآمرين آخرين، لم يتم الكشف عن أسمائهم ولم توجه إليهم أي تهم، ولكن المؤشرات تُشير إلى أنهم المحامي الشخصي السابق لترامب رودي جولياني، والمسؤول السابق بوزارة العدل جيفري كلارك، ووالمحامي جون ايستمان.
اتهامات سابقة
كان المدعون وجهوا إلى ترامب، الخميس الماضي، ثلاث تهم جنائية أخرى، تضمنت إصدار أوامر للموظفين بحذف مقاطع فيديو أمنية أثناء التحقيق معه لاحتفاظه بالوثائق.
وفي مارس الماضي، وجهت هيئة محلفين كبرى شكلها المدعي العام في مانهاتن لترامب، تهمة تزوير سجلات تجارية لإخفاء مدفوعات مالية للنجمة الإباحية ستورمي دانيلز قبل انتخابات عام 2016، بشأن لقاء جنسي قالت إنها أجرته معه.
وفي يونيو، واجه ترامب اتهامات من قبل فريق سميث، بإساءة استخدام وثائق سرية كانت بحوزته بعد انتهاء ولايته.
ولكن ترامب ينفي جميع التهم، ويدفع دائمًا ببرائته من تلك الادعاءات، ويصفها بأنها مؤامرة تُحاك ضده.
ويُعتبر ترامب هو المرشح الجمهوري الأبرز خلال انتخابات الرئاسة المقبلة 2024، إذ يسعى الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا إلى إزاحة منافسه الرئيس الحالي بايدن الذي يبلع 80 عامًا من سدة الحكم.
وعلى الرغم من كل هذه الاتهامات، تُشير الاستطلاعات الأولية إلى أن شعبية ترامب ارتفعت بين الناخبين الجمهوريين خلال الفترة الماضية.
وسيمثل ترامب أمام محكمة اتحادية في إحدى جلسات محاكمته في مايو المقبل، ما يأتي قبل أشهر قليلة من انتخابات الرئاسة.
شعبية “ترامب” تتزايد رغم الاتهامات القضائية.. لماذا؟
بايدن أم ترامب؟ استطلاع يكشف رأي الأمريكيين حول الرئيس القادم
لهذا السبب.. ترامب يلمح إلى إمكانية توجيه لائحة اتهام جديدة ضده!