في عام 2020، بلغت القيمة العالمية لمنتجات الوقاية من الشمس 10.7 مليار دولار، وهو رقم ضخم، حيث من المتوقع أن ينمو بنسبة 4٪ كل عام حتى عام 2028، وفقًا لمحللي Grand View Research، ومن المتوقع أيضًا ان يصل حجم هذا القطاع إلى ما يزيد عن 14 مليار دولار بحلول نهاية العقد، ولكن لماذا نلاحظ طفرة كبيرة في الإقبال على المنتجات والمستحضرات الواقية من الشمس؟
يعود الفضل في هذا النمو، جزئيًا على الأقل، إلى التحول في سوق منتجات الوقاية من أشعة الشمس، لقد ولت أيام “اللوشن الأبيض” اللزج الذي سيترك بصماته على الملابس ويمنح البشرة لمعانًا غير جذاب، فالآن أصبحت تركيبات الحماية من أشعة الشمس ممتعة، ومصممة للعمل من أجل الحياة اليومية، وليس فقط الأسبوعين اللذين تقضيهما في إجازة الصيف.
أشكال متطورة لواقيات الشمس
يتوفر عامل الحماية من الشمس (SPF) الآن على شكل بخاخات ومساحيق بالفرشاة، وغيرها، ما جعل استخدام الواقيات بشكل يومي أمرًا سهلًا
من جانبه قال الدكتور “لوك ماكسفيلد”، طبيب الأمراض الجلدية، وأحد الأطباء الذين يمتلكون حساب YouTube الشهير Doctorly:” لم تعد واقيات الشمس معيارًا فحسب، بل أصبحت الآن ديناميكية وتجربة شخصية ممتعة”.
في نفس السياق تنسب الدكتورة نانا بواكي، طبيبة الأمراض الجلدية، الفضل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي نجحت في تضخيم الرسالة حول أهمية حماية البشرة من أشعة الشمس، والتي يمكن أن تسبب الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
وتابعت “بواكي” قائلة: ” حساباتنا على (Instagram) ، و (TikTok) تعج بالمؤثرين و أطباء الأمراض الجلدية الذين يروجون لأهمية استخدام المستحضرات الواقية من الشمس، لذلك أعتقد أن الكثير من الأفراد الأصغر سنًا قد أقبلوا على استخدامها وكذلك الرجال أيضًا.”
أما الدكتورة أبيجيل والدمان، الأستاذة المساعدة في طب الأمراض الجلدية بكلية الطب في جامعة هارفارد، تقول إنها لاحظت خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية تغيرًا في سلوك عملائها، ففي الماضي كان المرضى من النساء الأكبر سنًا هم الأكثر استخدامًا للواقي من الشمس يوميًا، أما الآن فإن الأشخاص في سن المراهقة والعشرينيات، يستخدمون بالفعل نوعًا من أنواع واقيات الشمس.
وتابع “والدمان”: “أعتقد أن هناك تمثيلًا إعلاميًا أكثر انتشارًا لـ (فوائد) استخدام واقي الشمس، مثل منع الشيخوخة والوقاية من سرطان الجلد”.
وأوضح “ماكسفيلد”: “كان هذا فوزًا كبيرًا لأطباء الأمراض الجلدية، لأننا كافحنا كثيرًا لإيصال هذه الرسالة لعامة الناس، وخاصة الشباب منهم لقد تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي من إيصال رسالتنا”.
طلاب المدارس يدخلون على الخط
تقول إحدى الدراسات التي نُشرت في عام 2021، إن عددًا كبيرًا من الأطفال في المدارس الإعدادية والثانوية يستخدمون بالفعل واقيات الشمس، وهو اتجاه نسبه الباحثون جزئيًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها قالت بريتاني لوبلانك، كبيرة مسؤولي التسويق في Supergoop التي تعتبر واحدة من العلامات التجارية المعروفة في سوق مستحضرات الوقاية من الشمس، إن زيادة الإقبال على هذه المنتجات يعود إلى جودتها وتطويرها بشكل مستمر، حتى أصبحت ممتعة في الاستخدام، في خطوة تبدو مميزة عن واقيات الشمس في الماضي.
وواصلت “لوبلانك”: “نقضي الكثير من وقتنا في ابتكار تركيبات جديدة سترغب حقًا في الاستمتاع بها، ومهمتنا في النهاية هي إنهاء وباء سرطان الجلد، لكننا دائمًا نسعى إلى التثقيف والإلهام، بدلاً من استخدام أساليب التخويف، لتشجيع الاستخدام اليومي للوقاية من أشعة الشمس “.
في النهاية سواء كانت الطفرة مدفوعة بالانشغال المتزايد بمنع الشيخوخة المبكرة، أو المخاوف من سرطان الجلد أو ببساطة لدفع المجتمع نحو الشراء أصبحت منتجات الوقاية من الشمس جزءًا يوميًا من أنظمة العناية الشخصية لدى العديد من الأشخاص، وهو بالطبع روتين جيد.
ما هي ظاهرة “النينو” التي قد تتسبب في ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة هذا العام؟