تتزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على أداء مهام وظيفية أكثر مع مرور الوقت، ومؤخرًا، وجد بعض الموظفين أنفسهم مضطرين لاكتساب المهارات التي يحتاجون إليها للحفاظ على وظائفهم، حتى لا يتم استبدالهم بواسطة هذه التقنيات.
و يتوقع خبراء التقنية أن الموظفين سيعملون بالتنسيق مع الآلات مستقبلًا، وقد تصبح أدوار العمال أكثر تعقيدًا مع إسناد المهام المتكررة واليدوية إلى الذكاء الاصطناعي، بينما سيقضي الموظفون وقتهم في التركيز على الأدوار البشرية كالأساليب الإبداعية لحل المشكلات والتواصل بين الأشخاص، وهو ما دفع البعض للتفكير في التأثير المحتمل لذلك على الأجور.
هل تنخفض الأجور بزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟
نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي سيتولى أداء بعض المهام الروتينية في العمل، يتوقع الخبراء أن العديد من الوظائف قد تصبح أكثر تعقيدًا وإبداعًا.
ويرى الخبراء أن هذا التعاون بين البشر والآلة سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية؛ لأن العمال سيصرفون تركيزهم عن التفاصيل الدقيقة المستهلكة للوقت إلى أداء أدوار إبداعية.
وعلى الرغم من أنه من المحتمل أن ترفع بعض الشركات رواتب الموظفين لأنهم يضطلعون بمهام جديدة، إلا أن بعض الخبراء، ومنهم أستاذ الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دارون أسيموغلو، يشككون في أن جميع العمال سيحصلون على زيادات في الأجور.
في ورقة بحثية عام 2019، كتب أسيموغلو أنه “لا ينبغي أن نتوقع أن تؤدي الأتمتة إلى زيادة الأجور بما يتناسب مع نمو الإنتاجية”.
ويعتقد أسيموغلو أن أحد الأسباب، هو أن المكاسب المالية المحققة من زيادة إنتاجية العمال ستوجه إلى مُلّاك الشركات، ولن يتم توزيعها على الموظفين.
ويحذّر أسيموغلو أنه على الرغم من أن تقنيات الأتمتة الحالية قد لا تتطابق مع جودة العمل البشري، إلا أن الشركات ستقبل بها بدلاً من دفع أجور العمال، حتى لو لم تكن أجورهم كبيرة.
ويتفق هاري جيه هولزر، أستاذ السياسة العامة بجامعة “جورجتاون” الأمريكية، ويقول إن هذا الرأي يتوافق مع البحث الذي يُظهر أن الذكاء الاصطناعي يحوّل المكاسب من العامل إلى الشركة.
وفقًا لدراسة اقتصادية أجراها مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين للأتمتة، شهدت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا عائدات من مكاسب الإنتاجية تذهب إلى المساهمين وليس إلى رواتب عمال المستودعات.
وينظر الخبراء إلى العاملين بالساعة أو حتى بدوام كامل في الصناعات التي تتطلب مهارات منخفضة، على أنهم مهددون أكثر من غيرهم؛ لأن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أداء مهامهم.
فئة واحد ستستفيد من أتمتة الوظائف
يقول مارك مورو، مدير السياسات في برنامج “Metropolitan Policy” في معهد “بروكينغز” بواشنطن، إن الموظفين في المستويات القيادية في وضع يمنحهم حماية أكثر في مواجهة تقلبات الأجور.
ويضيف: “تزداد الحماية التي تتمتع بها هذه الفئة إذا كانوا يسهلون ويقررون العمليات التي يتم من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن عملهم”.
ويؤكد أسيموغلو أن نتائج المناقشات حول أجور العمال وغيرها من قضايا مكان العمل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ستعتمد إلى حد كبير على توجهات مُتخذي القرار بشأن تطوير هذه التقنيات ونشرها، وما قد يتبع ذلك من مناقشات حول حماية حقوق العمال.
Apple تختبر أدوات الذكاء الاصطناعي لمنافسة ChatGPT
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الإعلان عبر الإنترنت إلى الأبد؟