يواجه العالم تحديًا صعبًا لحماية البيئة، يتمثّل في التعامل مع النفايات الصلبة، والتي أنتج البشر منها كمّية تقدر بـ 2.24 مليار طن في عام 2020، بحسب بيانات للبنك الدولي، والذي يتوقع أن تصل إلى 3.88 مليار طن بحلول 2050.
ويبرز البلاستيك ضمن هذا النوع من النفايات كمشكلة كبرى، حيث يتسبب في تعميق مشكلة المناخ، ففي الفترة بين منتصف القرن الماضي وعام 2015، بلغ حجم النفايات البلاستيكية 8.3 مليار طن، وفق بحث أجرته جامعتا جورجيا وكاليفورنيا، ومع التطوّر السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت محاولات للاستفادة منها في مجال إعادة التدوير، فكيف تعمل؟ وهل تؤتي بثمارها؟
بيانات أكثر لكفاءة أعلى
أسّست ميكيلا دروكمان شركة “Greyparrot” في بريطانيا، والتي طوّرت نظام ذكاء اصطناعي تم تصميمه لتحليل العمليات التي تتم في منشآت معالجة النفايات وإعادة تدويرها.
كشفت دروكمان أن أنظمة شركتها تعمل على تحليل 32 مليار قطعة نفايات سنويًا، لرسم خريطة رقمية ضخمة للنفايات، والتي يمكن الاستفادة منها لجعل منشآت إعادة التدوير أكثر كفاءة.
وأوضحت: “تساعد البيانات الأجهزة الرقابية على أن يكون لديها فهم أفضل لما يحدث للخامات، وأي الخامات تتسبب في مشكلات، كما أنها أصبحت تؤثر على تصميم الأغلفة والعلب”.
وقالت إن شركتها تأمل في أن تبدأ العلامات التجارية والشركات الكبرى في استخدام البيانات التي تصدرها لكي تتمكن في النهاية من تصميم منتجات يمكن أن يعاد استخدامها.
وأشارت دروكمان إلى مشكلة حالية في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال إعادة التدوير، تتمثل في أنها يصعب تدريبها على التعرف على القمامة، على الرغم مما أحرزته من تقدّم خلال العام الماضي، ودقة قدرتها على تحليل الصور.
وقالت دروكمان: “منتج مثل زجاجة الكولا، بعد أن تلقى في سلة القمامة، سوف تتعرض للسحق، مما يجعل المشكلة أكثر تعقيدًا بكثير من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي”.
التعرف على ما يمكن إعادة تدويره قبل الشراء
تركز بعض الشركات مثل “FootPrint” على تصنيع أغلفة للمنتجات صديقة للبيئة، مثل تلك التي تستخدم الأنسجة المستخلصة من مصادر نباتية بدلًا عن البلاستيك.
قال مدير الشركة، تروي سووب: “المستهلكين يتعرضون للتضليل كثيرًا من خلال الترويج لغلاف منتج على أنه قابل لإعادة التدوير على غير الحقيقة”.
وأضاف سووب: “عند شراء علبة سلطة مصنوعة من البلاستيك مكتوب عليها عبارة جاهزة لإعادة التدوير، على الأرجح سوف تنتهي تلك العلبة المصممة للاستخدام الواحد في مكب للنافايات، لذا فالسبيل الوحيد للخروج من الكارثة هو الكف عن الاعتماد عليه في المقام الأول”.
وتابع: “تقوم بعض الشركات بعملية خداع للمستهلك، ولقد رأينا الكثير من المزاعم بشأن الأغلفة الصديقة للبيئة، لكن في بعض الأحيان هذه المزاعم لا تدعمها حقائق وأحيانا تكون مربكة جدا للمستهلك”.
من أجل حل هذه المشكلة، تقوم شركة “Polytag” البريطانية بوضع بطاقة بيانات تستخدم فيها الأشعة فوق البنفسجية التي لا تراها العين البشرية على كل زجاجة، لمساعدة محلات التجزئة على التأكد من أن الزجاجات البلاستيكية المستعملة يتم بالفعل إعادة تدويرها، ومعرفة العدد الذي تتم إعادة تدويره.
عندما تصل الزجاجات إلى منشآت إعادة التدوير، تقوم أجهزة الشركة بقراءة البطاقات، ثم تحمّل على الفور عدد الزجاجات على تطبيق يستطيع العملاء استخدامه لاستخراج بيانات دقيقة.
ومن المقرر أن تدشن حكومة المملكة المتحدة وإدارتا ويلز وأيرلندا الشمالية مشروعا مصمما لهذا الغرض في عام 2025، لتسهيل إعادة التدوير على الناس، وتشجيع المزيد منهم على الإقدام عليه.
يشمل المشروع تثبيت آلات في المحلات والأماكن العامة يستطيع الناس أن يضعوا فيها الزجاجات البلاستيكية والعلب المعدنية المستعملة، مقابل الحصول على مبلغ مالي.
هاكاثون الذكاء الاصطناعي الافتراضي.. كل ما تود معرفته عن الحدث
7 وظائف يتوقع ازدهارها في المستقبل رغم الذكاء الاصطناعي
المملكة تتصدر مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي عالميًا