سياسة

لماذا يهتم حلف الناتو بانضمام السويد وفنلندا للحلف؟

إلى حلف شمال الأطلسي

تسعى السويد وفنلندا – التي تشترك في الحدود مع روسيا – منذ شهور للانضمام رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بعد أن تخلتا عن مبدأهما بعدم الانحياز، في خطوة من شأنها أن تعزز من أمن البلدين وتحسن من الاستقرار والأمن في المنطقة.

ويقوم التحالف العسكري على مبدأ “الدفاع الجماعي”، والذي يجعله يتعامل مع أي هجوم على دولة عضو فيه، على أنه هجوم على الأعضاء كافة.

ولكن هل يستفاد الحلف من انضمام السويد وفنلندا إليه؟

وفق تقرير فيديو بثته “رويترز” فإن انضمام الدولتين إلى الحلف سيساعد التحالف العسكري على التغلب على نقاط ضعفه في شمال أوروبا.

ويُعد ذلك أحد الأسباب الرئيسية وراء أهمية انضمامها، خصوصًا وأنهما يمتلكان أسطولًا بحريًا لديه بعض السمات التي تفتقر إليها كلا من روسيا والبحرية الأمريكية.

وأجرت رويترز تقريرها من داخل الأسطول الفرعي السويدي، الذي يقول الخبراء أنه سيغير قواعد اللعبة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي.

وبعد انضمام فنلندا إلى الحلف في أبريل الماضي، من المتوقع أن يساهم ذلك في توسيع الحلف وإعادة تشكيل الخريطة الأمنية لأوروبا.

السويد وبحر البلطيق

بانضمام السويد، سيصبح للحلف نفوذ أكبر في هذه المنطقة التي لها أهمية استراتيجية كبيرة، إذ ستكون الدول التي تطل على البحر كافة عضوة في التحالف فيما عدا روسيا.

وسيكون الوصول إلى موانيء هذه الدول متاحًا للحلف بما فيها ألمانيا، والتي شهدت حادث تدمير أحد خطوط الغاز الروسية “نوردستريم” في عام 2022.

يقول الكابتن، فريدريك ليندن، وهو قائد أول أسطول غواصات سويدية، إن دول البلطيق هي منطقة متعددة المجالات ومزدحمة للغاية حيث يمكن حصر العدو ومنعه من التحرك بحرية، من خلال 5 غواصات فقط.

بالإضافة إلى ذلك، يبلغ متوسط عمق بحر البلطيق حوالي 100 قدم فقط، وهو ضحل للغاية بالنسبة للغواصات النووية التابعة للبحرية الأمريكية، ومعظم القوات الروسية، وهنا يأتي دور الأسطول السويدي من فئة جوتلاند.

هذا الأسطول من بين الأساطيل غير النووية الأكثر تقدمًا في الغرب، وفي حين أنه يعمل بالديزل إلا أنه يملك ميزة إضافية تسمح له بالبقاء في الأعماق لفترة أطول من معظم النماذج التقليدية الأخرى للغواصات، وهو ما يقلل من مخاطر كشفها.

كما تعمل شركة Saab على بناء غواصات متقدمة يطلق عليها “a26″، والتي من المتوقع أن تدخل الخدمة في غضون 4 أو 5 سنوات.

الأهمية الاستراتيجية لـ فنلندا

بانضمام فنلندا إلى الحلف، أصبح له حدودًا شمالية ضخمة مع روسيا، إلى جانب البنية التحتية مثل الطرق وخطوط السكك الحديدية التي تساعد على نقل القوات في المنطقة.

في مايو، استضافت فنلندا أول مناورة عسكرية في القطب الشمالي كعضو في الناتو.

ويقول اللواء جريجوري أندرسون، من الفرقة الجبلية العاشرة في الجيش الأمريكي، إن القدرة على نقل الجنود والمعدات والذخيرة بطريقة منظمة وسريعة وفعالة هو أمر في غاية الأهمية.

وهذا الأمر يعطي المزيد من الخيارات حول كيفية استخدام القوات، لذلك أي بنية تحتية يمكن أن تساعد في هذا التحرك السريع سواء كانت مطارات أو موانئ أو سككًا حديدية وطرقًا سريعة، فكلها أشياء مهمة للحرب.

 إلى حلف شمال الأطلسي

ويمثل الوقت تحديًا كبيرًا للناتو، ووفقًا للمعهد الفنلندي للشؤون الدولية في هلسنكي، فإن القوات المسلحة الغربية متأخرة بحوالي 10 سنوات  عن روسيا في القطب الشمالي، والتي تم بناء وتحصين وجودها هناك بثبات.

وحتى مع الأخذ في الاعتبار خسائر روسيا في أوكرانيا، إلا أن أسطولها الشمالي لا زال بنفس قوته.

وتستثمر فنلندا حوالي 163 مليون دولار في تطوير القاعدة الرئيسية لقواتها الجوية في القطب الشمالي، لكي تستضيف نصف أسطول البلاد الجديد من مقاتلات F-35.

كيف تغيرت أسعار النفط صعودًا وهبوطًا خلال عام؟

مع اقتراب طرح تصاريحه.. ما هو التعدين في أعماق البحار؟ وكيف يتم؟

احتجاجات فرنسا.. تسلسل زمني لتظاهرات الاعتراض على مقتل “نائل”