سياسة

القتال يعمق جراح جنوب السودان.. الأطفال يموتون جوعًا

لا زالت أزمة الصراع المسلح في السودان تلقي بظلالها على اللاجئين في المخيمات، فلم يتوقف الأمر عند النزوح الداخلي والخارجي فقط، بل امتد إلى نقص الطعام واللوازم الأساسية.

في أحد المخيمات الحدودية في جنوب السودان، كان دارهوك وهو أحد المقيمين هناك من أصل جنوب سوداني، يحاول الوصول إلى الطعام في مطبخ التغذية المشترك.

وكحال باقي اللاجئين السودانيين، ينتظر الجميع من أجل الحصول على الطعام الذي عادة ما يكون عدس أو حساء الشعير، يُقدم من خلال عمال الإغاثة والنساء المحليات، بحسب تقرير نشرته سي إن إن.

كيف وصل دارهوك إلى هناك؟

في أعقاب اندلاع القتال المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين، خاض دارهوك الذي عمل كمدرس للغة الإنجليزية في العاصمة الخرطوم، بصحبة عائلته رحلة العودة إلى جنوب السودان.

ولم يجد أمامه سوى مخيم “الرنك” المؤقت والذي تم تخصيصه ليستوعب 3 آلاف لاجئ فقط، ولكنه الآن يضم ما يزيد عن ضعف هذا الرقم.

وداخل المخيم يعاني اللاجئون من تردي الأوضاع، ما بين ضعف المرافق الصحية، ونقص الطعام والأغطية المضادة للمياه، وغيرها من المشكلات.

يقول دارهوك إنه يتناول الطعام لمرة واحدة فقط في اليوم، وأحيانًا لا يحصل على أي قدر منه، ويضيف: “هذا هو حال معظم الرجال هنا، وهو ما يمكّن الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال من تناول الطعام”.

وعلى الرغم من ذلك، يؤكد دارهوك أن بعض المنتظرين في طابور الطعام لن يحصلوا عليه، وسيعودون إلى أسرهم خالي الوفاض.

الأزمة تتصاعد

بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 860 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم منذ اندلاع القتال في في منتصف أبريل الماضي.

وأدت الاشتباكات إلى إصابة 6000 شخص في جميع أنحاء السودان، كما فر نصف مليون شخص من البلاد ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص داخليًا.

وعاشت جنوب السودان بالفعل في أكبر أزمة لاجئين في الفترة قبل استقلالها عن جمهورية السودان، إذ أدت الصراعات إلى نزوح 2.2 مليون شخص خارج حدود البلاد و 2.3 مليون نازح داخليًا.

وبعد اندلاع الصراع في الخرطوم، اضطر ما لا يقل عن 800 ألف جنوب سوداني للعودة إلى بلادهم مرة أخرى.

وبحسب ما أفصحت عنه المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المخيم، شارلوت هالكفيست، فإن 1500 شخص يصلون يوميًا منذ بدء القتال في السودان.

وتقول إن هذا الأمر يزيد من الأعباء على البلد الذي يحتاج 75% من سكانه إلى المساعدة، كما أنه يضغط على موارد الأمم للطوارئ المحدودة بالفعل.

خسائر الأرواح

مع تفاقم الأزمة يوميًا، وتأخر استجابة المجتمع الدولي، باتت التداعيات تبدو أقسى بسبب خسائر الأرواح المترتبة عليها خلال الشهرين الماضيين.

ووفقًا لأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لم يساهم المانحون الدوليون سوى بـ 10% فقط من الرقم الإجمالي للمساعدات التي يحتاجها اللاجئون، و15% من إجمالي الاستجابة الإقليمية للطوارئ في السودان.

كما يؤدي سوء التغذية والظروف غير الصحية إلى انتشار وباء من الأمراض المعدية، وهو ما يؤدي إلى وفاة طفل يوميًا، وفق دارهوك.

جهود المملكة

تساهم مجموعة من الدول بجانب الأمم المتحدة، وعلى رأسها المملكة في دعم اللاجئين والمتضررين من الصراع في السودان.

ومن المقرر أن تعقد المملكة وحكومات جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية ودولة قطر والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، اليوم الإثنين، حدثًا رفيع المستوى لإعلان التبرعات دعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة في محاولة لزيادة مساهمات المانحين.

ومن ناحية أخرى، تعمل المملكة بالتعاون مع الولايات المتحدة على دعم إقامة هُدن بين أطراف النزاع منذ اندلاع الاشتباكات.

وتستهدف هذه الهدن تسهيل وصول المساعدات إلى المتضررين، ومحاولة كسر العنف بين الأطراف المتنازعة وتعزيز الثقة بينهما، بما يؤدي إلى استئناف المباحثات التي تستضيفها جدة بين ممثلي الجانبين.

مراكب النجاة.. أبرز أرقام العالقين الذين أجلتهم سفن المملكة من السودان

الوضع الإنساني في السودان.. أزمة الصحة والنزوح

النظام الصحي في السودان يتداعى.. أبرز الأرقام