لطالما بحثت الشركات عن سبل تطويرالإنتاجية لدى موظفيها، وسعت للحصول على أكبر قدر من التركيز بهدف زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة في العمل، وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح، حتى أصبح “هوس الإنتاجية” منتشراً بشكل كبير بين مختلف الشركات والمؤسسات حول العالم.
وترتبط هذه الظاهرة بالمنافسة الشديدة التي تواجهها الشركات في السوق، والحاجة إلى تحقيق الأرباح وتحسين الأداء المالي، إلا أن هيئة بريطانية معنية بمراقبة البيانات كشفت عن توقعاتها باستخدام الشركات لتقنية مراقبة المخ لتتبع الموظفين.
ما هي تقنية مراقبة المخ؟
تعتمد هذه التقنية على وضع أجهزة قياس الـ EEG على رأس الموظف، وتقوم بمراقبة النشاط الكهربائي في المخ وتحليله لتقييم مستوى التركيز والانتباه لدى الموظف، ويمكن لهذه التقنية أن تساعد في تحديد أسباب تشتيت الانتباه وعدم التركيز لدى الموظفين وبخاصة الذين يعملون في بيئات عالية الخطورة بالإضافة إلى تحديد العوامل التي تؤثر على أدائهم في العمل.
متى ستنتشر؟
وكشف التقرير أنه في غضون أربع إلى خمس سنوات ومع زيادة طرق تتبع الموظفين، قد يصبح استخدام التقنية العصبية في مكان العمل معتادًا من أجل التوظيف وضمان السلامة والإنتاجية، كما تدرس شركات مثل شركة “نيورالينك”، التي يمتلكها إيلون ماسك، طرقا جديدة تسمح بإجراء اتصال بين أجهزة الكمبيوتر وعقول البشر.
استخدامات متطورة
وعلى المدى البعيد، فقد تدعو الحاجة إلى ابتكار أجهزة قابلة لإرتداء تعمل على مراقبة المخ لقياس مستويات تركيز الطلاب ومستويات التوتر لديهم، بالإضافة إلى استخدامات أخرى في مجال التسويق العصبي.
حيث يشير مصطلح التسويق العصبي إلى استخدام الأساليب المبتكرة والتقنيات العصبية في التسويق، والتي تستند إلى دراسة العمليات العصبية والعقلية التي تحدث للمستهلكين عند اتخاذ القرارات الشرائية، واستخدام هذه المعلومات لإنشاء إعلانات وحملات تسويقية تستهدف تلك العمليات العصبية والعقلية.
فيما أشارت الهيئة البريطانية ان المستقبل قد يوّلد لنا أجهزة خارجية خاصة لديها القدرة على قراءة استجابات الأشخاص في المنزل وتحديد رغبات المستهلك، وهذا ما يقترب مما تقوم به أجهزة الجوال ومواقع السوشيال ميديا لكن بشكل محدود.
معايير أخلاقية
وأكد ستيفن ألموند، من مكتب مفوض المعلومات البريطاني أنه هذه التقنية قد تنتج عدد من التحيزات حيث تعطي إجابات منحازة وغير صحيحة، مُشيرًا إلى ضرورة مراعاة العوامل الأخلاقية والقانونية عند استخدام هذه التقنية.
فيما يقول التقرير إن البيانات العصبية تُولد بطريقة لا شعورية، ولا يتمتع الأشخاص بأي سيطرة مباشرة على المعلومات التي يُكشف عنها، وهو ما قد يترتب عليه آثارًا سلبية حول مدى ملائمة تداول تلك البيانات والمعلومات الشخصية.
بيد أن بمجرد كشف تلك البيانات ستكون السيطرة عليها أقل نسبيًا، ولذلك يجب توفير الحماية الكافية لخصوصية الموظفين وعدم انتهاك شخصياتهم بهذه الصورة، ويأمل مكتب مفوض المعلومات البريطاني استكمال إرشادات البيانات العصبية الجديدة بحلول 2025.
أكثر الدول شراءً للسيارات الكهربائية في الربع الأول من 2023