يحتضن الريف الياباني أقدم فندق في العالم، بحسب تصنيف موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 2011، إذ إن عمره يبلغ 1300 عام.
ويقع فندق “نيشياما أونسن كيونكان” وسط ينابيع ياماناشي الحارة، بين الجبال، والذي فتح أبوابه أمام النزلاء منذ عام 705.
ولأكثر من ألف عام، استقبل الفندق ضيوفًا من مختلف أنحاء العالم، وتحديدًا من الطبقات الموموقة مجتمعيًا وسياسيًا مثل قادة عائلة شوغون التي حكمت اليابان لـ 400 عام، بالإضافة إلى إمبراطور اليابان الحالي، ناروهيتو.
ولكن ذاع صيت الفندق كثيرًا مدفوعًا بتصنيف غينيس له على أنه الأقدم في العالم، وبات وجهة للعديد من المسافرين من أنحاء عدة.
العودة بالزمن
بمجرد أن تطأ قدمك الفندق، ستشعر وكأن الزمن توقف تمامًا، فالأرضيات مغطاة بحصير التاتامي، ويرتدي الموظفون الزي الياباني التقليدي “الكيمونو”، كما أن جميع اللافتات مكتوبة بخط اليد.
يحرص الموظفون على استقبال النزلاء، وتقديم نعال مخصصة لكل شخص، حيث لا يتم السماح بارتداء الأحذية التقليدية على الأقل عند دخول المكان.
داخل الغرف، تتزين الجدران بلفائف يابانية تقليدية، تعرض صورًا للطبيعة هناك مصحوبة بتوقيع يد الفنان الذي رسمها، كما أن حجم النوافذ الكبير يعطي شعورًا بأن منظر الغابات خلف الزجاج ما هي إلا لوحة كبيرة.
وتلتزم الديكورات الداخلية بإبراز الطبيعة في تفاصيلها كافة، من خلال نباتات الزينة الموجودة في كل مكان تقريبًا، إلى جانب الأرضيات المصنوعة من الحجر المحلي، والخشب المستخدم في تصميم الحمامات.
خارج الفندق يجري نهر ضخم، وتُشير الأبخرة المتصاعدة على الينابيع الحارة المحيطة بالمكان، والذي يبلغ عدها 6 ينابيع، 4 منها خارجية واثنتان داخليتان.
وبالنسبة للطعام، فيتم تقديم الأكلات اليابانية التقليدية، بداية من المقبلات مثل السوشي والتوفو والحساء الخفيف، ثم الوجبة الأساسية من السمك المدخن واللحوم المشوية.
ويتم استخدام المكونات المحلية بشكل أساسي في إعداد الطعام، مثل النودلز التي تتم صناعتها من الحنطة السوداء، والأحجار المستخدمة في الشوي تأتي من من الصخور البركانية لجبل فوجي.
وعلى الرغم من انتقال مكان الفندق 3 مرات بسبب الكوارث الطبيعية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بتفاصيله التاريخية.
الحفاظ على التقاليد
يقول الرئيس الحالي للفندق، كينيرو كاوانو، وهو الشخص الـ 53 الذي يتولى إدارته، إن هناك تحديات متمثلة في الحفاظ على تقاليد المكان التاريخية.
ولكن على الرغم من ذلك تم تطوير بعض العناصر من خلال إضافة أنابيب لجلب ينابيع المياه الساخنة إلى الغرف المنفردة.
كما تم تعيين موظفين يتحدثون بلغات مختلفة، ومن بينها الإنجليزية، والسماح بارتداء الأحذية في المكان وإضافة أسرة إلى الغرف.
إلى جانب ذلك تمت تهيئة بعض العناصر لتلائم الزوار الأطول قامة من الغربيين، والتي كانت تتناسب بشكل أكبر مع الزبائن اليابانيين التقليديين.
وأشار إلى أن موقع الفندق المنعزل، ساهم بشكل كبير في استمرار عمله طوال هذه السنوات، ولكن لم تكن هناك خططًا للتوسع.
ويقول كاوانو إن الرئيس السابق أخبره بالتركيز في العمل على الفندق، وألا يشتت انتباهه بمشروعات أخرى قد تؤدي إلى فشله.
فيديو| قطع 60 كيلومترًا يوميًا.. قصة رحالة هندي ذهب للحج سيرًا على الأقدام!