يعد القلق حالة من الاضطراب النفسي يمكن أن تصيب أي شخص في أي وقت، وهو شعور بالتوتر والخوف الزائد، وغالبًا ما يرتبط بالمخاطرة أو الخوف بشأن المستقبل، يمكن أن يتسبب القلق في تأثير سلبي على الصحة العامة والعلاقات الاجتماعية والعملية، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل النوم والأكل والتركيز، وعلى الرغم من أن القلق طبيعي في بعض الحالات، إلا أن القلق المستمر يتطلب الاهتمام الطبي والعلاج.
أنواع القلق
هناك عدة أنواع مختلفة من اضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق العام الذي يتميز بالقلق المفرط، واضطراب الهلع الذي يصاحبه نوبات الهلع، واضطراب القلق الاجتماعي الذي يتميز بالخوف المفرط والقلق في المواقف الاجتماعية، واضطراب القلق الانفصالي يتسم بالخوف المفرط أو القلق من الانفصال عن هؤلاء الأفراد الذين تربطهم بهم علاقة عاطفية عميقة، بالإضافة إلى اضطراب الوسواس القهري.
طرق مواجهة القلق والتغلب عليه
تختلف أساليب وطرق مواجهة القلق بحسب حالة كل فرد، حيث يقوم الأخصائي بتشخيص نوع القلق وحدته ليحدد نوعية العلاج المطلوبة، وينصح الخبراء بأن يكون يحاول كل شخص التعرف على القلق الذي يعاني منه، وتعلم كل شيء عنه ليستطيع تحديد مدى قدرته على المواجهة وحيدًا أو إنه بحاجة لمساعدة خارجية، حيث يعد التثقيف وسيلة مهمة لتعزيز السيطرة على الأعراض.
يقول أطباء الصحة النفسية إن أول خطوة بعد التعرف على نوع القلق الذي يعاني منه الفرد هو محاولة الاسترخاء وتصفية الذهن، فعليه تهيئة الأجواء للهدوء والسكينة ومحاولة التخلص من توتر العضلات، ويكون ذلك من خلال ممارسة بعض تمارين التأمل التي تساعد على الاسترخاء.
تعاني بعض الحالات من فرط التنفس، مما يرفع مستويات الأكسجين ويقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون في الدم الذي يساعد في تنظيم رد فعل الجسم تجاه القلق والذعر، لذلك عليه معرفة كيفية التنفس من الحجاب الحاجز بدلاً من الصدر، حيث يؤكد الخبراء أن المفتاح هو السماح لبطنك بالتمدد أثناء الشهيق، وليتأكد الشخص من أنه يتنفس بشكل سليم يمكنه وضع إحدى يديه أسفل البطن والأخرى على الصدر، ففي حالة التنفس الصحيح يعني أن البطن تتحرك بدلاً من الصدر، كما يساعد التنفس ببطء على تقليل الشعور بالقلق والتوتر.
العلاج بتغيير السلوك وتعزيز الثقة بالنفس
يعتمد هذا الأسلوب من العلاج على المواجهة المتعمدة للمخاوف، ويبدأ ذلك بترتيب المخاوف من الأكثر تهديدًا إلى الأقل تهديدًا، وتأتي الخطوة الثانية باختيار أحد مصادر الخوف والعمل عليها، من خلال وضع نفسه في نفس الموقف المخيف في مخيلته وتحليل الأمر ما الذي يخيفه أو يقلقه، ومع مرور الأيام يتم زيادة مقدار الوقت الذي يقضيه في التفكير في المخاوف ومقاومة الرغبة في الانصراف عن التفكير في مصدر القلق، وتستهدف هذه الخطوة تعزيز ثقة الفرد بنفسه، وعند الانتهاء من أحد مصادر القلق والتغلب عليه يتم الانتقال لمصدر آخر وهكذا.
يلعب تعزيز الثقة بالنفس دورًا محوريًا في العلاج حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من تدني احترام الذات، والشعور بانعدام القيمة مما يجعل القلق أسوأ من نواحٍ عديدة.
الغذاء والقلق
قد لا يتوقع البعض أن نوعية الغذاء قد تساعد في تحسين حالة المصاب بالقلق، حيث يساعد المغنيسيوم المعدني الأنسجة العضلية على الاسترخاء، ويمكن أن يساهم نقص المغنيسيوم في القلق والاكتئاب والأرق.
ويقول خبراء التغذية إن نقص نسبة فيتامين ب والكالسيوم في الجسم قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القلق، لذلك لا بد من التأكد من أن النظام الغذائي اليومي للفرد يشمل أطعمة مثل الحبوب الكاملة والخضروات ذات الأوراق الخضراء ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
كما ينصح أطباء الصحة النفسية المصابون بالقلق بالتوقف عن التدخين حيث يعمل النيكوتين والكافيين على تحفيز الغدد الكظرية وإفراز الأدرينالين، وهو إحدى المواد الكيميائية الرئيسية المسببة للتوتر، ويفضل أيضًا تجنب الأطعمة المالحة والتي تشمل الإضافات الصناعية مثل المواد الحافظة.
العلاج الكيميائي ومجموعات الدعم
تعتبر الأدوية الكيميائية علاجًا قصير المدى، وليس حل لاضطرابات القلق، حيث أوضحت الدراسات البحثية أن العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي، أكثر فعالية بكثير من الأدوية في إدارة اضطرابات القلق على المدى الطويل.
قد يلجأ الطبيب لوصف دورة قصيرة من المهدئات أو مضادات الاكتئاب للمساعدة على التعامل مع الأعراض التي يعاني منها، وإعطاء العلاجات الأخرى فرصة لتصبح نافذة المفعول.
يؤكد الأخصائيون النفسيون أن التحدث بصراحة عن القلق يساعد بدرجة كبيرة على التخلص من الأعراض، ومواجهتها ويعزز الشعور بالراحة والأمان، ولذلك فإن تخصيص أوقات محددة للحديث في مجموعات تحت إشراف الأخصائي يساعد على تحسين الحالة النفسية للمرضى ويعزز الثقة بالنفس وزيادة فرص التغلب على مخاوفهم.
لماذا يصيب القلق غالبية النساء قبل الدورة الشهية؟