اقتصاد

ما هو الركود الاقتصادي؟ .. وما هي مؤشراته؟

التخوفات الاقتصادية

عبر أثير الإذاعات ووسائل الإعلام، تتداعى دومًا التخوفات الاقتصادية من شبح “الركود” الذي قد يُصيب اقتصاد دولة أو عدة دول في وقت معين، وبينما يعيش العالم حاليًا هذا التخوف نُفسر لكم ما هو الركود الاقتصادي وماهي مؤشراته.

الركود الاقتصادي يعني تحديدًا التباطؤ في النمو الاقتصادي لربعين سنويين على التوالي، أي ينكمش الاقتصاد أو يتوقف عن النمو لمدة 6 أشهر متتالية بحساب الناتج المحلي الإجمالي، حيث ينخفض الإنتاج والتوظيف ويتراجع النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ.

يمكن أن يحدث الركود بسبب عدة عوامل، مثل انخفاض الإنفاق الحكومي أو الاستثمارات الخاصة، أو ارتفاع الفائدة على القروض، أو تدهور الأسواق المالية، أو تغيرات في السياسات الاقتصادية.

ركود الاقتصاد العالمي

عانى العالم من 4 فترات من الركود خلال آخر 70 عامًا، ويحدث هذا النوع من الركود عندما تعاني اقتصادات دول كبرى ومؤثرة في الاقتصاد العالمي من نفس أعراض الركود المعروفة، حيث تتسم تلك الفترة بانخفاض النمو الاقتصادي وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة وانخفاض الإنفاق والاستثمار.

وقد تأثر العالم بموجة من الركود الاقتصادي الكبير في الفترة من عام 2008 إلى 2009، والتي تُعرف باسم “الأزمة المالية العالمية” أو “الأزمة المالية الكبرى”. وقد بدأت هذه الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال انهيار سوق الرهن العقاري وانتشار الائتمان السيء، ما أدى إلى تعثر العديد من البنوك والشركات المالية في الولايات المتحدة والعالم.

وقد أثر هذا الركود العالمي على جميع القطاعات الاقتصادية حينئذٍ، بدءًا من الصناعة إلى الزراعة، وأدى ذلك إلى تباطؤ الاقتصاد في العديد من الدول، وتزايد معدلات البطالة، وتراجع الإنفاق والاستثمار، وتدهور الأسواق المالية، وزيادة الدين العام في دول عديدة.

ومنذ ذلك الحين، شهد الاقتصاد العالمي فترة نمو واستقرار، ولكنها لم تكن متساوية في جميع الدول والقطاعات. إلا أن تفشي جائحة COVID-19 في عام 2020 أدى إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة معدلات البطالة وتدهور الأسواق المالية.

هل العالم يشهد ركودًا اقتصاديًا؟

ويمكن القول بأن العالم يشهد حاليًا فترة اقتصادية صعبة بسبب جائحة COVID-19 والتي أثرت على الاقتصادات في العديد من الدول. وعلى الرغم من أن الاقتصاد العالمي يعيش حالياً فترة من النمو الاقتصادي مقارنة بفترة الإغلاق بسبب الجائحة، إلا أن هذا النمو ليس متوازناً في جميع الدول، حيث تختلف معدلات النمو بين الدول والمناطق.

وبحسب تقرير البنك الدولي الأخير، فإن رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس كان قد صرّح بقوله: “يشهد النمو الاقتصادي العالمي تراجعاً حاداً، ومن المرجح زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادي مع انزلاق مزيد من البلدان في غمرة الركود.

بينما أشار تقرير البنك الدولي الأخير أن البنوك المركزية في أنحاء العالم قد أقدمت على رفع أسعار الفائدة هذا العام بدرجة من التزامن لم تُشهَد خلال العقود الخمسة الماضية، وهو ما يؤثر على متوسط نصيب الفرد من النمو، وهذا يوافق التعريف الفني للركود العالمي.

التخوفات الاقتصادية

علامات الركود الاقتصادي

ارتفاع البطالة الذي يُعد أحد أهم علامات الركود الاقتصادي، فعندما يخسر الموظف عمله، يُعد ذلك إشارة إلى ركود اقتصادي محتمل نظرًا لضعف القدرة الشرائية للفرد وبالتالي سيزيد تباطؤ النمو الاقتصادي.

انخفاض مؤشر ثقة المستهلكين، الذي يقيس مدى الحالة المزاجية لدى المستهلكين حيال أموالهم، وقد ظهر ذلك في انخفاض مؤشر المستهلكين في أوروبا لأقل مستوى على الإطلاق، نتيجة قلق الأوروبيين من ارتفاع التضخم وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وإمدادات الطاقة.

انخفاض معدلات الإنتاج: يمكن أن يؤدي الركود إلى تقليص الإنتاج وتخفيض الإنتاجية، مما يؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي.

انخفاض معدلات النمو الاقتصادي: يمكن أن يؤدي الركود إلى تباطؤ النمو الاقتصادي أو حتى الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي.

انخفاض معدلات الفائدة: قد يتدخل البنك المركزي في حالة الركود من خلال تخفيض معدلات الفائدة لتحفيز الإنفاق والاستثمار، ولكن هذا قد يؤدي إلى عواقب سلبية مثل تضخم الأسعار.

مستوى جديد لإنتاج النفط.. تفاصيل اتفاق “أوبك+” لعام 2024

أوروبا تفلت من قبضة روسيا.. الطاقة النظيفة كلمة السر

اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا.. إلى أين؟