شهد العالم آخر عصر جليدي قبل من 19 إلى 26 ألف عام، وخلاله لم تكن الأرض كما هي الآن، وباستخدام بيانات مستويات البحار والأنهار الجليدية الواردة في أبحاث نشرت في 2009 و2014 و2021، وعلم التضاريس الحديث، يمكن تصوّر كيف كان شكل كوكبنا خلال تلك الفترة.
بحار أقل ويابسة أكثر
يتّسم العصر الجليدي بانخفاض مستويات سطح البحر، حيث يتم تخزين مياه المحيط التي تتبخر على شكل صفائح وقمم وأنهار جليدية، بدلًا من العودة إلى المحيط.
يقدّر العلماء أن الجليد قد غطّى 25% من مساحة اليابسة على الأرض قبل 20 ألف سنة، مقابل 11% فقط الآن، بينما كان يغطي 8% من المرتفعات، مقارنة بـ 3% اليوم.
كما كشف العلماء أنه خلال تلك الفترة، كان المناخ باردًا وجافًا مع درجات حرارة أقل بمقدار 6 درجات مئوية عن العصر الحالي، في المتوسط.
وكانت مستويات المياه في المحيط أقل بمقدار 120 مترًا تحت ما هي عليه الآن، مما تسبب في تغطية مساحات شاسعة بالمياه بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير، ويعبّر عنها اللون الرمادي في الخريطة أدناه.
من بين المساحات التي كانت ضمن اليابسة وتغمرها المياه الآن، منطقة تسمى بالقارة المفقودة، وهي امتداد جنوب شرقي لآسيا، والتي تشكل مناطق الجزر في إندونيسيا اليوم.
وهناك مضيق يربط بين آسيا وأمريكا الشمالية الآن كان مغطى بالجليد، وتمت تسميته “جسر بيرينغ البري”، وقد استخدم العلماء الدليل على وجوده لشرح كيفية عبور البشر بين القارتين قديمًا.
نظرة على النباتات والحيوانات في العصر الجليدي الأخير
تسبب المناخ الجاف خلال العصر الجليدي الأخير في توسع الصحاري واختفاء الأنهار، لكن بعض المناطق شهدت زيادة في هطول الأمطار بسبب انخفاض درجات الحرارة.
كانت معظم مساحة كندا وشمال أوروبا مغطاة بصفائح جليدية كبيرة، بينما كانت الولايات المتحدة عبارة عن مزيج من الصفائح الجليدية والصحاري الألبية والغابات الثلجية والأراضي العشبية شبه القاحلة والمراعي المعتدلة.
وامتلأت بعض تلك المناطق الصحراوية بالبحيرات فيما بعد، مثل بحيرة الملح الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية، الباقية منذ هذا الوقت.
وفي أفريقيا، كان هناك مزيج من الأراضي العشبية في نصفها الجنوبي والصحاري في الشمال، حيث كانت الصحراء الكبرى موجودة في ذلك الوقت أيضًا.
وكانت آسيا مزيجًا من الصحاري الاستوائية في الغرب، وصحاري جبال الألب في الصين، والأراضي العشبية في شبه القارة الهندية.
وخلال العصر الجليدي الأخير، عاشت مجموعة من الحيوانات الكبيرة مثل الماموث الصوفي، والماستودون، والقندس العملاق، في ظروف قاسية للغاية، وهي منقرضة اليوم.
ومع ذلك، لم تختف جميع الحيوانات الضخمة منالعصر الجليدي الأخير إلى الأبد، فلا تزال العديد من الأنواع على قيد الحياة، بما في ذلك الجمل ذو السنامين والتابير وثور المسك ووحيد القرن الأبيض، على الرغم من أن الأخير أصبح الآن من الأنواع المهددة بالانقراض.
رعب ذوبان الجليد.. سطح البحر يرتفع والبشرية ترتجف
السيناريو الأكثر تفاؤلًا: نصف الأنهار الجليدية ستذوب في هذا الموعد