منذ ما يزيد عن 75 عامًا، شكّلت مدرسة “دار التوحيد” اللبنة الأولى في مسيرة النهضة التعليمية في المملكة.
وجه الملك عبد العزيز بتأسيس المدرسة التي تقع في محافظة الطائف في عام 1364، كأول مدرسة نظامية، بغرض تدريس العلوم الشرعية والعربية، وفق موقع دارة الملك عبد العزيز.
أبرز الخريجين
بمجرد إنشاء المدرسة وافتتاحها، أصبحت الأساس الذي بُني عليه بعد ذلك كلية الشريعة في مكة المكرمة.
وفي عام 1369، تم افتتاح الكلية وتخرجت أول دفعة منها من طلاب المدرسة عام 1368، لتحقق المدرسة الأهداف التي تم وضعها مسبقًا من قبل الملك عبد العزيز منذ إنشائها.
وساهمت المدرسة في تكوين وتخريج مجموعة من الشخصيات المهمة التي تولت مناصب مرموقة في الدولة ومنها: الدكتور راشد بن راجح الشريف، والفريق زميم بن جويبر السواط، والشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ.
وكان من بين الخريجين أيضًا: الشيخ محمد بن إبراهيم الجبير، الدكتور عبدلله فراج الشريف، والعميد محمد بن غازي الجودي، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله المنيع.
كما شملت القائمة: الدكتور عبدلله فراج الشريف، والشيخ عبدالعزيز المسند، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبدالله المطلق.
إلى جانب الشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله المنيع، والشيخ عبدالله بن سليمان الخليفي، والدكتور فهد بن ساعد الحارثي.
معايير اختيار المكان
لم يكن اختيار مكان تأسيس المملكة من قبيل الصدفة، ولكن وفق خطط مدروسة ومعايير استوفتها الطائف ومنها طبيعة المكان الجغرافية المميزة التي تتوسط الحجاز ونجد ومكة المكرمة.
وبذلك أصبحت مدرسة التوحيد في طريق كل شخص متجه إلى تأدية مناسك الحج والعمرة أو من يستهدف الصلاة في المسجد الحرام.
ومن ناحية أخرى، كان للطبيعة الجذابة في الطائف قدرة على دعم الطلاب الذين ينتمون لأماكن مختلفة من المملكة للتأقلم بشكل أسرع، والانخراط مع أقرانهم من سكان المحافظة المعروفين بالود والبساطة.
وكان للمدرسة الفضل في حث أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بها، خصوصًا وأن هذه الفترة لم يكن شائعًا إرسال الأطفال إلى المدارس لعدة أسباب كان على رأسها الخوف عليهم، أو رغبة في الاستفادة من مشاركتهم في التجارة والزراعة.
وبهذه الجهود شهدت حركة التعليم في المملكة دفعة غير مسبوقة في فترة حكم الملك عبد العزيز آل سعود.
ولم تتوقف أهمية المدرسة عند التعليم فقط، بل تم تخصيص جزء منها ليضم إرثها الشاهد على الزمن من معروضات تاريخية قيمة مثل المستندات والجوائز التي حصلت عليها على مدار تاريخها.
كما يضم المتحف بعض الملفات الخاصة بأنظمة التعليم القديمة في المدرسة، بالإضافة إلى سجلات الطلاب الذين تلقوا التعليم فيها قديمًا، حتى تؤرخ لتاريخ طويل ومسيرة علم تؤتي ثمارها حتى الآن.
لماذا يعد اختراق الغلاف الجوي أصعب مراحل عودة رائدي الفضاء السعوديين إلى الأرض؟