انطلقت صباح اليوم الأحد الجولة الثانية من الانتخابات التركية، وهي الجولة التي ستحسم مصير البلاد وستحدد حاكمها خلال السنوات الـ 5 المقبلة، ويتنافس فيها الرئيس “رجب طيب أردوغان”، مرشح تحالف الشعب، مع زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة.
نتيجة الانتخابات ستحسم العديد من الملفات الشائكة التي تعتبر تركيا طرفًا رئيسيًا فيها، ومن أبرز هذه الملفات قضية اللاجئين، إذ تعتبر هذه المسألة في غاية الأهمية بالنسبة للأتراك وهو ما يطرح سؤالًا مهمًا: ماذا سيحدث للاجئين بعد حسم هوية الفائز في الانتخابات؟
مشاعر محتقنة
في هذا السياق يقول عمر فاروق سيسين، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا ويعمل في مهنة المحاماة، : “نحن شعب مضياف ولكن لدينا ما يكفي من اللاجئين السوريون، والأفغان والأوكرانيين بالإضافة إلى العديد من الجنسيات الأخرى وكلهم يشاركوننا الخدمات المجنية والمنح الحكومية ولم يعد ذلك عادلًا هذا يكفي نحن نكافح ظروفنا الاقتصادية الصعبة”.
“سيسن” سبق ومنح صوته للمرشح القومي المناهض للاجئين سنان أوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 14 مايو الجاري.
نفس الرأي تبنته “إليف أرسلان” والتي تبلغ من العمر 24 عامًا وتعمل مهندسة قائلة: ” نحن شعب مضياف ونفس الأمر الولايات المتحدة ولكن الفرق أننا لا نملك نفس الموارد والقدرات الاقتصادية لاستقبال اللاجئين والمهاجرين”.
معارضة وجود اللاجئين والمشاعر السلبية تجاههم هي السمة الأغلب هذه الفترة في المجتمع التركي، إذ يرى معظم الأتراك أن الوقت قد حان ليعودوا إلى بلدانهم.
هذه المشاعر قد تمنح زعيم المعارضة زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة، أفضلية في حصد الأصوات أمام” أردوغان” بالرغم من تعهد الأخير بالعمل على إعادة جميع اللاجئين إلى بلدانهم، ولكن هل يستطيع فعل ذلك أم أن الأمر مجرد وعود انتخابية خاصة أن هؤلاء اللاجئين قد دخلوا تركيا في عهده وبسبب سياساته الخارجية، وأنه حتى وقت قريب كان يشدد على أنه لن يعيد السوريين إلى بلادهم.
قانونية إعادة اللاجئين
مسألة إعادة اللاجئين إلى بلادهم هل هي قانونية وهل تتوافق مع القانون الدولي؟ في هذا السياق يقول نائب رئيس مركز حقوق اللاجئين والمهاجرين في نقابة المحامين بإسطنبول، لبيرول باريس، أنه لا يمكن إعادة هؤلاء اللاجئين دون ضمانات حقيقية تكفل تحسين الظروف التي جعلتهم يفرون من أوطانهم.
هل يمكن إعادة اللاجئين بالقوة الجبرية؟
قال الدكتور أوفونش أوزتورك، في تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” أن إعادة اللاجئين قسريًا تعتمد على أوضاع وظروف البلدان التي فروا منها، فبالنسبة للاجئين السوريين مثلًا لا يمكن إجبارهم على العودة لأن آخر تقرير قد أصدرته الأمم المتحدة عن سوريا يؤكد أن الأوضاع هناك مازالت متقلبة وغير مستقرة لا تضمن لهم حياة أفضل.
ورقة انتخابية
وفي نفس السياق قال الباحث السياسي محمد هويدي، الأوضاع في سوريا ما زالت غير مستقرة ومتأزمة، وأن مسألة إعادة اللاجئين صعبة، وتحتاج العديد من الخطوات أبرزها خروج تركيا من الأراضي السورية، بالإضافة عن رفع الغطاء عن التنظيمات الراديكالية التي تدعمها.
وأكد “هويدي” خلال مداخلته ببرنامج “هنا الرياض”، والمذاع على قناة الإخبارية، أن طرح مرشحي الرئاسة التركية مسألة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في ظل تدمر البنية التحتية، ليس إلا ورقة انتخابية يتم استخدامها لحصد الأصوات في السباق الرئاسي.
فيديو | ما مدى واقعية طرح مرشحي الرئاسة التركية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في ظل تدمر البنية التحتية؟
الباحث السياسي محمد هويدي يجيب لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/lRQCYs1lyj
— هنا الرياض (@herealriyadh) May 27, 2023
مع بدء العد التنازلي للجولة الثانية.. دليلك لمعركة الانتخابات التركية
الجولة الثانية للانتخابات التركية.. لمن سيصوّت من لم يؤيدوا “أردوغان” أو “أوغلو” سابقًا؟