تقنية

هل تساهم”التقنية الحيوية” في حل أزمة الغذاء العالمية؟

التقنية الحيوية

تواجه العديد من البلدان وخصوصًا النامية منها مشكلة انعدام الأمن الغذائي والجوع، وهو ما يُرجعه البعض إلى أزمة توفير الإمدادات الغذائية.

ولذلك فإن الأنظار العالمية توجهت إلى الحلول التي يمكن من خلالها مواجهة أزمة نقص الغذاء العالمية، وكان على رأسها التقنية منها، وفق ما نقله الموقع الرسمي للأمم المتحدة عن عالمة التكنولوجيا الحيوية، قيصر جميل.

التعديل الوراثي

ووفق جميل، فإنه من بين الطُرق المتاحة لمواجهة الأزمة، تأتي الحلول التقنية الزراعية والتي يمكن من خلالها التعديل الوراثي في جينات المحاصيل، وبالتالي توفير كميات أكبر وأفضل للمزارعين.

ولكن في الوقت نفسه لازال هناك جدلًا قائمًا حول فوائد هذه المحاصيل، كما أن زراعة نباتات ذات جودة عالية قد لا يلقى ترحيبًا من عامة الناس كخيار متاح لحل مشكلة الجوع في العالم.

كما لفتت إلى التأثير البيئي للمحاصيل المعدلة وراثيًا والتي ستساهم بالأساس في تحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية، قائلة إنها قد تواجه الفشل في الإنبات، أو قتل الكائنات الحية التي تفيد النباتات، أو فقدان التربة لخصوبتها وغيرها من العوامل التي تؤثر على نمو هذه المحاصيل.

ولكن على الرغم من ذلك فالتقنية تتمتع بالعديد من المميزات في مجالات عدة مثل: إدارة الثروة الحيوانية وتخزين المنتجات الزراعية وتقليل استخدام الأسمدة ومبيدات الأعشاب ومبيدات الآفات.

كما أنها قادرة على تقديم بدائل للأغذية الاصطناعية، وتطور من تقنيات زراعة النباتات التقليدية، بالإضافة إلى حث المستهلكين على الإقبال على الزراعة المستدامة.

سوء التغذية والأرز الذهبي

وفق التقديرات الأخيرة لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن 854 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من سوء التغذية، وهو المصطلح المرادف لـ “الجوع” في عالم الطب.

ويمثل هذا الرقم حوالي 12.6% من 6.6 مليارات شخص في العالم، ويعيش عدد كبير من هؤلاء الأشخاص في البلدان النامية، وتسيطر الأطفال على النسبة الأكبر منهم، ويزيد الجوع من استفحال الأمراض مثل الملاريا والحصبة.

كما يعاني ما يقرب من 140 مليون طفل من الفئات ذات الدخل المنخفض في 118 دولة، وتحديدًا في إفريقيا وجنوب شرق آسيا، من نقص فيتامين “أ”.

وتُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 250 ألفًا إلى 5500 ألف طفل يعانون من نقص فيتامين “أ” يصابون بالعمى كل عام، ويموت نصفهم في غضون 12 شهرًا من فقدان بصرهم.

وكحل لهذه الأزمة، ابتكر باحثون في ألمانيا وسويسرا، ما يسمى بـ “الأرز الذهبي” الذي يحتوي على 3 جينات جديدة، اثنان من أزهار النرجس البري وواحد من بكتيريا تساعده على إنتاج فيتامين أ، والذي يُعتبر واحدًا من مئات منتجات التكنولوجيا الحيوية الجديدة.

الملكية الفكرية

من ناحية أخرى، تهدد سيطرة شركات التكنولوجيا الخاصة على براءات اختراع النباتات المعدلة جينيًا، الأمن الغذائي للمزارعين إذا اضطروا لشراء البذور في كل موسم.

وأصبحت هذه الشركات المتحكم الوحيد في عمليات زراعة النباتات بامتلاكها ما لا يقل عن 30 براءة اختراع، منها تقنيات “التعقيم” والتي تم تصميمها لإيقاف قدرة النباتات على الإنبات مرة أخرى.

ولذلك فإن خصخصة هذه التجارب لن تعود بالسلب على البحوث الزراعية في الدول النامية فقط، ولكن أيضًا على صغار المزارعين في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا الذين يعتمدون إلى حد كبير على البذور المحفوظة لزراعتها.

مستقبل المحاصيل المعدلة وراثيًا

تحمل التكنولوجيا الحيوية إمكانات هائلة للعالم النامي، وسيكون لاستخدام المحاصيل عالية الغلة والمقاومة للأمراض والآفات تأثيرًا مباشرًا على تحسين الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر والحفاظ على البيئة.

ويستهدف هذا النوع من الزراعة إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًا بكمية أكبر على مساحة أقل من الأراضي، والذي يوفر للبلدان النامية وسيلة لإعالة نفسها والحد من الجوع في جميع أنحاء العالم.

ووفق التقرير، فإن 90% من 13.3 مليون مزارع يعتمد على محاصيل التكنولوجيا الحيوية في العالم هم من البلدان النامية.

كما يمكن من خلال التكنولوجيا الحيوية استخراج الزيوت من مصادر نباتية بنسبة تصل إلى 90%، والتي من المحتمل أن تنافس النفط والفخم والغاز في المستقبل، من حيث السعر والجودة.

هل التكنولوجيا الحيوية وحدها قادرة على واجهة أزمة الغذاء؟

بؤكد التقرير أن الإمدادات الغذائية في العالم وفيرة وليست نادرة، إذ إن إنتاج العالم من الحبوب والأطعمة الأخرى كاف لتوفير ما لا يقل عن 4.3 أرطال من الطعام للفرد في اليوم.

ويرجع السبب الحقيقي للجوع في العالم إلى الفقر، وهو ما يدفع الاقتصاديون للجدل بشأن أن مشكلة نقص الغذاء تتطلب حلولًا سياسية وليست تقنية زراعية فقط.

وبحسب هؤلاء الاقتصاديين، فإن هذا الرأي لا يعني أن التقنية الحيوية لا تلعب دورًا في الحد من سوء التغذية، ولكنها لا تستطيع وحدها تعويض العوامل السياسية والاجتماعية التي تؤدي إلى الفقر ومن ثم الجوع.

لكل شيء ثمن.. كيف سهلت التقنية حياتنا وسلبت خصوصيتنا؟

أكبر شركات الأدوية في العالم

من هي الباحثة السعودية التي تطوّر في أمريكا محركات مجهرية بحجم الخلايا البشرية؟