يرى محللون أن الأتراك ينتظرهم “مستقبل ليس بالمشرق” بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري، من بينهم أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا، الدكتور جيهان توغال.
كتب الدكتور توغال، الخبير في الشئون السياسية والمجتمعية التركية، مقالًا في صحيفة “The New York Times”، استعرض خلاله التحديات الصعبة التي ستواجهها السلطة المقبلة والمجتمع ككل، بغض النظر عن اسم الفائز.
المعاناة الاقتصادية ستستمر
قال توغال إن “الاقتصاد في حالة من الفوضى، بعد أن تدهورت الليرة في عام 2018″، وأوضح أن “أي من السياسات العشوائية للحكومة لم تتمكن من إعادتها إلى مسارها الصحيح”.
وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن “استطلاعات الرأي تكشف أن الناخبين الأتراك قد ينهون حكم حزب العدالة والتنمية الذي استمر 21 عامًا.
وحذّر من أن “أي نشوة سابقة لأوانها، إذا انتصرت المعارضة، سيجعلها تواجه نفس المشاكل الهيكلية التي أحبطت البلاد لسنوات، وحتى إذا تم إقصاء أردوغان ، فإن مشروعه السياسي سيستمر، مما سيكون كافيًا لكبح لجام الحماس الجامح”.
ولفت الدكتور جيهان توغال إلى “شيوع كلمة الاستعادة بين أطراف الائتلاف المعارض، والتي تشير إلى سياسة التوجه نحو تأييد الغرب”.
وقال توغال إن “العودة إلى هذا النهج ببساطة غير ممكنة في الوقت الحالي، فمن الناحية الاقتصادية، يعتبر المناخ العالمي أقل ملاءمة لنوع اقتصاديات السوق الحرة، التي تعتمد على الاستثمار الأجنبي المباشر، ومعدلات الفائدة المرتفعة وتحرير التجارة”.
وأضاف: “من الناحية الجيوسياسية، تغيّر موقف الاتحاد الأوروبي من انضمام تركيا إليه، كما لم يعد من الممكن الاعتماد على الهيمنة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية.
أسباب تفضيل البعض استمرار أردوغان
قال الدكتور جيهان توغال: “في السنوات الأخيرة، لجأ حزب العدالة والتنمية بشكل عملي إلى عدد من الأدوات لإدارة الاقتصاد، وعلى الرغم من أن الأمور لم تكن تسير على ما يرام دائمًا، إلّا أنه نجح في بناء قاعدة دعم شعبية واسعة وقوية”.
وأوضح توغال: “تم بناء هذه القاعدة خلال خمسة عقود من العمل الذي مزج التفاعل وجهًا لوجه والعلاقات غير الرسمية، من خلال مساعدة الناس على تنظيم الأحداث المجتمعية، أو العمل كوسطاء في نزاعات الأحياء”.
وقال أستاذ علم الاجتماع: “بدون بديل واضح للوضع الراهن، سيظل الكثير من الناس متمسكين بالقيادة السياسية التي يعرفونها”.
وواصل: “الوعود الأخيرة بإعادة التوزيع التي قدمها كمال كيليجدار أوغلو، المنافس الرئاسي لأردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري، بالكاد تكفي لكسر قبضة حزب العدالة والتنمية الخانقة على المجتمع”.
وأضاف توغال: “الأحزاب الرئيسية عالقة بالحكمة التقليدية، إذ يعتمدون على إنعاش الاستثمار الأجنبي المباشر، على الرغم من تراجعه العالمي، وهم ينتقدون بشدة المشاريع الضخمة التي تقودها الحكومة، مثل تصنيع السيارات والسفن، ولكن كيف ستستبدلها؟.. إن عدم وجود إجابة مقنعة على هذا السؤال بمثابة تحذير لما سيأتي”، مؤكدًا أن “التصويت لأردوغان لا يزال مصدر ارتياح كبير”.
وقال أستاذ علم الاجتماع: “خلال أكثر من عقدين من الزمن على رأس السلطة، ركّز حزب العدالة والتنمية الحكم في يديه، وسجن المعارضين وسيطر على المحاكم، وفي السنوات الأخيرة، تدهور الاقتصاد، وصعّد أجندته الدينية والعرقية، وفتح ذراعيه للجماعات المناهضة للمرأة والمؤيدة للعنف”.
وختم: “النصر الانتخابي ليس نهائيًا أبدًا، ففي حالة هزيمة حزب العدالة والتنمية، فإنه سيواصل إثارة الكراهية، وقد يلجأ إلى سياسات الهوية، لذا لا بد من برنامج متماسك وخيالي للحكم، وهو بالضبط ما تفتقر إليه المعارضة، إذ لا تحتاج تركيا إلى استعادة، ولكن يجب صنع مسار جديد تمامًا”.
الخلافات تزداد بين الملك “تشارلز” وشقيقه الأمير “أندرو”.. لماذا؟
الأرقام تكشف فداحة الموقف في السودان
لماذا أعلن الاتحاد الأوروبي تعيين أول مبعوث خاص إلى دول الخليج؟