عالم

دبلوماسي كان بإمكانه منع غزو أمريكا للعراق.. من هو ولماذا استُبعد من منصبه؟

خوسيه موريسيو بستاني

قبل 20 عامًا كان الدبلوماسي البرازيلي السابق، خوسيه موريسيو بستاني، يتقلد منصب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ويعمل على تفاوض لانضمام العراق إلى معاهدة حظر استخدام تلك الأسلحة.

وكان الدبلوماسي البرازيلي مسؤولًا عن المنظمة منذ عام 1997، وجرى انتخابه بالإجماع لولاية ثانية في عام 2000.

وفي عام 2002 وقبل غزو العراق أُطيح به من منصبه بشكل مثير للجدل، في إطار التحضير للعملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة.

مشاعر لم تتغير منذ 20 عامًا

رغم مرور 20 عامًا هذا العام على الغزو الأمريكي للعراق، فإن خوسيه البالغ من العمر 77 عامًا، لم يتجاوز ما حدث، يطارده دومًا الدور الذي يعتقد أنه كان يستطيع أن يقوم به لمنع اندلاع الحرب في العراق.

تحدث خوسيه في حديثه لـBBC عن الشعور الدائم بالإحباط”، مضيفًا: “مشاعري لم تتغير منذ 20 عامًا”، واصفًا الحرب بأنها “عبثية أسفرت عن مقتل عدد كبير من الناس من الجانبين”، والشيء الوحيد الذي أثبته هذا الصراع هو أنه يمكنك التلاعب بالمجتمع الدولي بالقوة المطلقة”.

 

العراق واتفاقية الأسلحة الكيميائية

قالت الادعاءات في هذا الوقت أن نظام صدام حسين لديه مخزون من الأسلحة الكيميائية المدمرة، وهي الحجة التي قدتها إدارة جورج دبليو بوش لتبرير غزو العراق.

في عام 2001 تلقى الدبلوماسي البرازيلي رسالة من الحكومة العراقية تتعهد فيها بأنها مستعدة لقبول الاتفاقية، وقبول عمليات التفتيش في البلاد، “لقد كانت لحظة سعادة مطلقة بالنسبة لي، لكن الأمريكيين لم يعجبهم الخبر على الإطلاق”، يقول خوسيه.

أدلة استخباراتية

امتلك خوسيه أدلة استخباراتية كافية بأن العراق لم يعد لديه هذا النوع من الأسلحة، لأنها دُمرت بعد حرب الخليج 1990-1991، وأن البلاد غير قادرة على تجديد مخزونها من هذا النوع، خاصة بعد العقوبات الشديدة المفروضة عليها بسبب تلك الحرب.

بدأت المراسلات بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبغداد قبل فترة قصيرة من خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بوش في يناير 2002، وكان الأول بعد هجمات 11 سبتمبر، وأشار فيه إلى أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل دول “محور الشر” واتهم نظام صدام بالتآمر لتطوير أسلحة كيميائية ونووية.

يقول خوسيه: “أعتقد أن واشنطن كانت لديها بالفعل خطة انتقامية لأحداث 11 سبتمبر، لأنهم كانوا مقتنعين بأن صدام له صلة بالهجمات، وبمجرد أن أخبرتهم عن العراق، بدأت حملة للإطاحة بي”.

إقصاء الدبلوماسي البرازيلي من المشهد

يقول خوسيه إن الحكومة الأمريكية اشتكت من “أسلوبه في الإدارة”، ووجهت له اتهامات بسوء الإدارة المالية والتحيز والمبادرات غير المدروسة.

كان هذا بمثابة التحول الدراماتيكي عن التأييد الذي تلقاه من وزير الخارجية آنذاك، كولن باول، الذي كتب في عام 2001 إلى بستاني ليشكره على عمله “الرائع جدا”.

هددت أمريكا بسحب دعمها المالي للمنظمة، باعتبارها المساهم الرئيسي في الميزانية، وفي 21 أبريل عام 2002، وبناءً على طلب من الولايات المتحدة، عُقد اجتماع خاص حسم مصير الدبلوماسي البرازيلي في تصويت خاص حيث أيدت 48 دولة عزله، مع 7 معارضين، وامتناع 43 عن التصويت.

فوز بطعم الخسارة

فاز الدبلوماسي البرازيلي بقضية فصل تعسفي ضد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحكيم من قبل منظمة العمل الدولية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، لكنه تبرع بتعويضاته لميزانية المنظمة.

لا هذا النصر ولا عدم العثور على الأدلة على وجود أي أسلحة دمار شامل في العراق وقت الصراع كانا لهذه الدبلوماسي البرازيلي مصدر شعور بالرضا أو عزاء له.

يقول خوسيه: “هذا لا يجلب لي العزاء، فبعد عقدين من الزمان ما زلت أشعر بالإحباط لأنه نشبت حرب غير ضرورية أثرت على العالم بأسره، كنت أفضل أن أكون على حق ويتم تجنب هذا الصراع، وما زلت أعتقد أن ذلك كان ممكنًا”.

بعد إدانة بوتين.. هذه أبرز اختصاصات وصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية

ثروات بالمليارات.. إليك قائمة أغنى الأشخاص في العالم لعام 2023

إنجازات على مدى 4 عقود.. من هو الرئيس التنفيذي لطيران الرياض؟