ردّت الأمم المتحدة على الانتقادات الموجهة لها بشأن “التخلي والإهمال” في تقديم المساعدات لسوريا، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شماليها، في فبراير الماضي، وأودى بحياة قرابة 6750 شخصًا، بحسب المرصد السوري.
لماذا تأخر وصول مساعدات الأمم المتحدة لسوريا؟
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة “فعلت كل ما في وسعها بأسرع وقت ممكن لمساعدة كل الناس في سوريا” في أعقاب الزلزال.
وأكد دوجاريك، أن الأمم المتحدة تحركت بسرعة؛ لتوزيع مواد الإغاثة التي تم وضعها مسبقًا، بما في ذلك المواد الغذائية.
وقال المتحدث باسم المنظمة إن الأمم المتحدة “ليست لديها معدات رفع ثقيلة تحت تصرفها، وليست لديها فرق بحث وإنقاذ تحت تصرفها”.
وأضاف: “شاحنات الأمم المتحدة مرت عبر معبر باب الهوى من الأراضي التركية إلى شمال غرب سوريا في غضون ثلاثة أيام من وقوع الكارثة بمجرد أن أُعيد فتح الطريق، لأن المعبر الحدودي ليس خاضعًا لسيطرة الأمم المتحدة”.
إخفاق جماعي في إغاثة السوريين بعد الزلزال
أصدرت لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا تقريرًا، أمس الإثنين، قالت فيه إن “الاستجابة للزلازل الهائلة الأخيرة اتسمت بإخفاقات إضافية أعاقت وصول المساعدات العاجلة والمنقذة للحياة إلى شمال غرب سوريا، وإن هذه الإخفاقات شملت الحكومة والأطراف الأخرى في الصراع وكذلك المجتمع الدولي والأمم المتحدة”.
وقال رئيس اللجنة، باولو بينيرو: “لقد شعر السوريون، لأسباب وجيهة، بالتخلي والإهمال من قبل أولئك الذين يفترض بهم حمايتهم في أكثر الأوقات بؤسًا. هناك العديد من الأصوات التي تنادي عن حق، ونحن نتفق مع ذلك، لإجراء تحقيق والمساءلة لفهم أسباب هذا الفشل، هذه الكارثة التي حدثت بعد الزلزال”.
من جهته، قال هاني مجلي عضو المفوضية: “كنا دائما نصر على أنه لا داعي لصدور قرار من مجلس الأمن في أي مكان عندما يكون لديك أشخاص في حالة يائسة. وكان هذا الزلزال ظرفاً استثنائياً. ومن الممكن أن يستنتج علماء القانون أنه يمكن التصرف في الظروف الاستثنائية، حتى لو كان ذلك يعني تجاوز الحدود أو سيادة الدولة إذا جاز التعبير”.
قوانين الأمم المتحدة تعطّل توجيه المساعدات لسوريا
وردًا على أسئلة حول تعليقات اللجنة، قال دوجاريك إن المنظمة لديها أيضًا موقفًا قانونيًا، “وهو أننا نقوم بعملنا بموجب تفويض من مجلس الأمن”.
وأضاف المتحدث باسم المنظمة: “من الواضح أن المنظمات غير الحكومية، غير المنتسبة إلى الأمم المتحدة، كانت على الأرجح قادرة وربما استخدمت نقاط عبور أخرى. كان يمكن للدول الأعضاء أن تفعل ذلك أيضا. إن الأمم المتحدة فعلت كل ما في وسعها بأسرع وقت ممكن لمساعدة جميع الناس في سوريا”.
وشدد دوجاريك على أن لجنة التحقيق هي جزء مهم للغاية من المساءلة المطلوبة في سوريا مع إحياء الذكرى الثانية عشرة للصراع في البلاد.
وقال إن الدروس التي يجب أن يستخلصها الجميع من هذه المسألة هي أنه “لا ينبغي أبداً تسييس الإغاثة”.
وقال المتحدث إنه يمكن للخبراء القانونيين مناقشة ما إذا كان بإمكان الأمم المتحدة استخدام معابر حدودية أخرى إلى سوريا أم لا، لكن الأمم المتحدة سارعت إلى التصرف بالأدوات المتاحة لها، مشددًا على أن هناك أدوات ببساطة لا تملكها المنظمة.
تخريج أول دفعة متخصصة في اللغة الصينية.. فما الذي يدفع المملكة نحو تدريسها؟
لماذا أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك “سيليكون فالي”؟ وماذا بعد الانهيار؟
لماذا لم تتم محاكمة المتهمة بقتل المبتعث السعودي “الغريبي” حتى الآن؟