يكبر 80% من الأطفال الأمريكيين مع أخ أو أخت واحد على الأقل، ومع ذلك تجاهلت الأبحاث النفسية لأكثر من قرن من الزمان إلى
فقط خلال العقدين الماضيين بدأ الباحثون في إجراء دراسات ذات مغزى حول كيفية تشكيل الأشقاء لحياة بعضهم البعض.
يقضي الأطفال وقتًا أطول خارج المدرسة مع أشقائهم مقارنة بأي شخص آخر، بما في ذلك الآباء والأصدقاء، وعادة ما يتشارك الأشقاء أطول علاقة على مدار حياتهم، منذ الأيام الأولى معًا، يمارس الأشقاء تأثيرًا عميقًا على النمو الصحي لبعضهم البعض ورفاههم.
يعد كتاب الطبيب النفسي بجامعة هارفارد، روبرت والدينجر، The Good Life، أحدث عمل يعيد التأكيد على أهمية العلاقات بين الأشقاء.
باستخدام بيانات من دراسة هارفارد لتنمية البالغين، والتي تابعت موضوعات الذكور منذ عام 1938، قرر الدكتور والدينجر وزملاؤه أن “العلاقات الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وصحة وتساعدنا على العيش لفترة أطول”.
من بين العديد من العوامل المؤثرة، وجدت الدراسة دليلًا حيًا على كيفية تأثير علاقة الأخوة المستمرة على الرفاهية، المشاركون الذين أبلغوا عن علاقات ضعيفة مع الأشقاء في سن 18 أو 19 كان لديهم احتمال أكبر للإصابة بالاكتئاب الشديد واستخدام الأدوية التي تغير المزاج بحلول سن 50.
وخلصت الدراسة إلى أن وجود علاقات أخوة وثيقة في مرحلة الطفولة لا يزال يؤثر على الرفاهية في المتوسط.
كانت علاقة الأخوة أكثر تنبؤًا وأهمية للرفاهية مدى الحياة من عوامل أخرى مثل قرب الطفولة من الوالدين، والمشاكل العاطفية في الطفولة، وطلاق الوالدين، أو حتى الزواج والعمل.
من المنطقي إذن أن يكون صراع الأشقاء مرهقًا ليس فقط للأخوة المتناحرين، ولكن أيضًا للعائلات بأكملها، وقد يساهم بشكل كبير في الاكتئاب والشعور بالوحدة بين البالغين.
دراسات أخرى تؤكد هذه النتائج
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن العلاقات الأخوية لها تأثير كبير على التنمية. على سبيل المثال:
– أشار المراهقون الذين أدركوا أن أشقائهم أثبتوا صحة معتقداتهم ومشاعرهم، إلى مستويات أعلى من احترام الذات.
– دعم الأخوة وعلاقة الأخوة القوية ترتبط بأداء أكاديمي أفضل.
– بالنسبة للأطفال الذين يعانون الفقر مع ظروف مثل الخلاف الأسري أو المرض العقلي للوالدين و الطلاق، فإن الوجود المستمر لشخص مستقر عاطفيًا، مثل الأخ الأكبر سنًا، أدى إلى تحسين فرصهم في أن يصبحوا بالغين منظمين بشكل جيد.
– ارتبط دعم الأخوة والتقارب بانخفاض مستويات الشعور بالوحدة والاكتئاب، فضلاً عن زيادة الرضا في وقت لاحق من الحياة.