يتزايد اهتمام المملكة مؤخرًا بمجال علوم الفضاء، وهو ما انعكس من خلال الإعلان في منتصف فبراير الجاري، عن إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الحالي.
من هذا المنطلق، نشر عبد الله بن عامر السواحه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، مقطع فيديو عبر حسابه على تطبيق سناب شات، يشرح فيه أسباب الاهتمام بالفضاء في ظل وجود تحديات أخرى على الأرض.
التعمق في المجال
وقال السواحه إن معظم التحديات الموجودة على الأرض لا يمكن معالجتها إلا من خلال الفضاء، مضيفًا أن الإنسان مأمور بالتفكر في خلق السموات والأرض.
وتابع: “الدليل على ذلك هو قسم الله عز وجل في القرآن بالشمس وضحاها، كما أقسم في آية أخرى بالسماء والبروج، وأخرى أقسم فيها بالسماء والطارق، وبالتالي فهناك ضرورة للتفكير والتعمق في هذا المجال”.
وأشار: “الفضاء من أعظم الآيات التي تذكرك دائًما بعظمة الله عز وجل، وكيف أننا مازلنا نتعلم سواء في رحلة المكان أو الزمان، والله عز وجل قال وما أوتيتُم من العلم إلا قليلًا وأكبر مثال على ذلك هو الفضاء”.
وأردف: “عمر مجرتنا فيها وفق الدراسات هو 13.8 مليار سنة، وعلى الرغم من كل هذه السنين وما تم اكتشافه من علوم مازلنا في بحر العلم القليل”.
وأوضح السواحه أن حجم الكرة الأرضية ضعف حجم الإنسان بحوالي 3.5 ملايين مرة، ما يعني أن لو الكرة الأرضية عبارة عن كرة فالإنسان عبارة عن نملة، وحجم الشمس ضعف حجم للأرض بمليون و300 ألف مرة، أي أن الأرض بالنسبة للشمس بمثابة نملة كبيرة.
أسباب رئيسية
يقول السواحة إن هناك 3 أسباب رئيسية للاهتمام بمجال الفضاء وهم: أسباب علمية وتجارية وسيادية، وهناك أسباب أخرى تتعلق بالأمن.
وشرح وزير الاتصالات كيف ساهمت رحلة الفضاء الأولى للقمر في التعرف على الدوائر المدمجة المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسيب وعناصر الثورة الصناعية الرابعة التقنية والرقمية كافة، أيضًا ساهمت رحلات الفضاء في معرفة الرنين المغناطيسي والذي ساهم في اكتشاف الأمراض ما ساعد في حماية البشرية.
ومن ناحية أخرى، ساعد الخروج إلى الفضاء على فهم أكبر للجاذبية، وكذلك الأماكن التي تعتبر الجاذبية فيها قريبة من الصفر، وهو ما أدى بدوره لفهم العظام والأراض التي تصيبها مثل الهشاشة وابتكار أدوية علاجية لها.
وقال “ما في أي شك في أن السباق لاستكشاف الفضاء كان له عائدًا إيجابيًا على عالم التقنية والطب والزراعة العمودية التي بإمكانها أن تحل مشكلات الأمن الغذائي”.
وأكد: “رحلات الفضاء خلال الـ 50 أو الـ 60 سنة الماضية كانت أساسية وجوهرية في جميع شؤون الحياة”.
أما فيما يخص الشق التجاري، أضاف “كان أبرز ما تم فيه أنظمة مراقبة الأرض، والتي تمكننا من قياس معظم المعطيات الخاصة بتغيير المناخ ومن ثم وضع حلول مناسبة لها والتي تقلل الانبعاثات الكربونية في الكوكب”.
وتابع: “اليوم عندنا 7.2 مليارات شخص على وجه الأرض ليس لديهم اتصال بالإنترنت وهذه فجوة عالمية، وتحاول دول العالم سد هذه الفجوة من خلال حلول أرضية ولكنها تتكامل مع الفضاء”.
ومن ناحية السيادة، يعتبر السواحه أن استكشاف الفضاء كان له الفضل في تقليل اعتماد الدول على غيرها، خصوصًا وأن 75 من الناتج المحلي للدول متوقف على أنظمة الملاحة الذي وفرتها علوم الفضاء، وفق قوله.
تطوير قدرات المملكة
ومن المقرر أن ينضم ريانة برناوي وعلي القرني إلى طاقم مهمة AX-2 الفضائية، والتي تستهدف تطوير قدرات المملكة في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، وتحقيق استفادة من صناعات الفضاء، والمشاركة في الأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على البشرية في مجالات عديدة مثل الصحة والاستدامة.
وستنطلق الرحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية، فيما يتضمن البرنامج تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة وهما: مريم فردوس وعلي الغامدي.
وتهدف المملكة من خلال هذا البرنامج إلى تقل خبرتها وقدراتها في مجال الابتكارات العلمية في علوم الفضاء، وإجراء أبحاث خاصة في هذا المجال وهو ما ينعكس إيجابيًا على مستقبل الوطن.
“رويترز”.. كيف وضع “الحمام الزاجل” أساس وكالة الأنباء الشهيرة؟
بالصور| ولي العهد السعودي يرعى حفل سباق كأس السعودية للفروسية
صاحب أول رحلة بالمنطاد في المملكة يروي تفاصيل تجربته المثيرة