عالم

خلال عام من الحرب.. كيف صمدت أوكرانيا أمام الغزو الروسي؟

في حين أن موسكو خططت للانتصار السريع منذ أن بدأت عمليتها العسكرية في أوكرانيا قبل عام، إلا أن صمود أوكرانيا أمام تدفق القوات الروسية عبر الحدود حتى أبواب كييف، كان من أكثر الجوانب لفتًا للانتباه طوال هذه الفترة.

وساهمت عدة عوامل في نجاة أوكرانيا من الوقوع كفريسة سهلة بين براثن الدب الروسي، كان من أهمها التخطيط والشجاعة والتكتيكات والمساعدة العسكرية والمالية في الخارج، إلى جانب فشل روسيا في ساحة المعركة، وهو ما فتح الباب أمامها لتجنب الاستسلام السريع الذي توقعه الكثيرون.

ومع ذلك، استقرت روسيا في مواقعها في شرق وجنوب أوكرانيا بعد تعرضها لانتكاسات كبيرة أواخر عام 2022، وبدأت في تحقيق مكاسب إضافية، في ظل تخوفات كييف من شن هجوم آخر.

مقاومة كييف

يُعتبر صمود كييف هو العامل الأهم الذي ساعد أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي، منذ أن دخل عشرات الآلاف من الجنود الروس أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وعلى الرغم من أن روسيا حققت مكاسب سريعة في كلًا من الجنوب حول خيرسون والشمال الشرقي بالقرب من خاركيف، ثاني مدينة في أوكرانيا، إلا أن اهتمامها ظل متركزًا على الاستيلاء على كييف والقبض على زيلينسكي والذي كان سيعني استسلام أوكرانيا بالكامل.

داخل كييف، اتخذت قوات الحرس الوطني الأوكراني مواقع دفاعية وتم نصب حواجز مضادة للدبابات، تحسبًا للهجوم الروسي، فيما شكّلت القوات الروسية خارج المدينة قافلة ضخمة امتدت نحو 64 كيلومترا على طول طرق سريعة في الشمال، ونفذت هجومًا في بلدات عديدة.

لكن على الرغم من الهجوم خارج المدينة، لم تسقط كييف، كانت القوات الأوكرانية مستعدة ونجحت في تعطيل خطوط الإمداد، ومنع ناقلات الجنود من الهبوط، وتدمير المركبات المدرعة الروسية وإبقاء الخطوط الأمامية بعيدًا.

قائد مُلهم

كانت قدرة زيلينسكي على القيادة في ظل هذه الحرب من ضمن أسباب نجاح أوكرانيا في الصمود أمام روسيا، حيث كان حاضرًا دائمًا في المناطق التي دمرها القتال، بالإضافة إلى مناشدته القادة العالميين للحصول على الدعم والسعي لضمان أن العالم لا يفقد الاهتمام بمحنة أوكرانيا.

وتم اختيار الرئيس البالغ من العمر 45 عامًا، شخصية العام لمجلة تايم في عام 2022، وكتبت المجلة في ديسبر الماضي، أن نجاح زيلينسكي كقائد في وقت الحرب يعتمد على حقيقة أن الشجاعة “مُعدية”، وفق وصفها.

مساعدات خارجية

في أعقاب الغزو، سارع المجتمع الدولي بإمداد أوكرانيا بأسلحة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات على أوكرانيا، والتي ربما لم تكن لتنجو من دونها. ووصلت عشرات المليارات من المساعدات المالية لدعم الاقتصاد الذي مزقته الحرب.

وفي ظل توقعات أوكرانيا بتصعيد الهجمات الروسية، ضغطت طوال الفترة الماضية من أجل الحصول على أسلحة ثقيلة من الخارج بما في ذلك الدبابات المتقدمة، بالإضافة إلى المزيد من الذخيرة والصواريخ طويلة المدى، لمواجهة التهديد.

وكانت الرغبة التالية على قائمة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هي الطائرات المقاتلة، والتي أعرب بعض الحلفاء عن استعدادهم لتزويدها بها، في الوقت الذي رفض شريكه الرئيسي الرئيس الأميركي جو بايدن إمداده بها.

الهجمات المضادة

قال مسؤولو استخبارات غربيون إن روسيا قللت من تقدير عدوها وبالغت في تقدير قدراتها العسكرية، وهو ما كان سبب فشلها في السيطرة على كييف، كما أن تدهور الروح المعنوية للروسيين أعطت كييف فرصة الرد.

وحرم دفاع أوكرانيا عن مطار هوستوميل القريب من المدينة، روسيا من إنشاء جسر جوي رئيسي لنقل القوات والمعدات، وفي بعض المناطق التي تقدمت فيها روسيا فشلت في تعزيز المكاسب بخطوط دفاعية مناسبة، مما سهّل على القوات الأوكرانية استعادة مساحات شاسعة من الأراضي في هجمات الخريف المضادة.

خسائر الحرب

بالنسبة لروسيا، لم يتأثر اقتصادها كثيرًا بتلك العقوبات التي فرضها الغرب ردًا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بل مازالت تمتلك الكثير من الموارد وهي على استعداد للتضحية بها في سبيل الحرب.

ولكن على الجانب الآخر، عانت أوكرانيا من من خسائر واضحة في البنية التحتية الحيوية، وهو ما أدى لانقطاع الكهرباء عن ملايين الأوكرانيين خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى تدمير مباني مدنية، إذ قُتل 44 شخصًا على الأقل الشهر الماضي، بعد أن دكت القوات الروسية بنى سكني.

ورغم ذلك، فإن الجانبين تكبدا خسائر بشرية كبيرة جراء حرب الاستنزاف في شرق أوكرانيا، قدرتها الولايات المتحدة بحوالي 100 ألف شخص قتلوا أو جرحوا من كل جانب.

أخبار العالم اليوم.. زيارة مفاجئة لبايدن إلى أوكرانيا والفيضانات تقتل العشرات في البرازيل

ليس جوًّا.. هكذا وصل “بايدن” إلى أوكرانيا في رحلته السرية

لماذا زار “بايدن” أوكرانيا قبل ذكرى اندلاع الحرب؟